لا يمكن الحديث عن الدولة بوصفها كيانا مكتمل المعنى ما لم تكن قادرة على أن تحكم نفسها بنفسها وأن تستمد قراراتها من داخلها لا من إشارات تصدر من خارج الجغرافيا مهما تزينت لغة الخارج باللياقة، فليس كل خطاب موجه باسم المبادئ يسمو على النوايا إنما كثيرا ما تنزلق الشعارات العابرة للقارات إلى أدوات ناعمة تخضع الدولة لإرادة مموّهة لا يعلن عنها في العلن ولكنها تتغلغل في بنية القرار الوطني.