افتُتحت مساء الثلاثاء 29 أفريل 2025 الدورة الخامسة عشرة من مهرجان مالمو للسينما العربية بمدينة مالمو السويدية، وسط أجواء احتفالية مبهرة وحضور قوي لصنّاع السينما من العالم العربي ومنطقة اسكندنافيا. وتتواصل فعاليات المهرجان حتى الخامس من ماي، وسط اهتمام إعلامي ونقدي متزايد بأفلام الدورة الجديدة.
وكان للسينما التونسية حضور بارز في المسابقة الرسمية، حيث نافس الفيلم الروائي الطويل "الذراري الحُمر" للمخرج لطفي عاشور والفيلم القصير "عالحافة" للمخرجة سحر العشي بقوة، مؤكّدين موقع تونس كأحد أبرز اللاعبين في المشهد السينمائي العربي المعاصر.
فيلم "الذراري الحُمر"، المتوج سابقًا بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية (2024) واليسر الذهبي بمهرجان البحر الأحمر، يعود بقوة ليسرد مأساة موجعة مستوحاة من أحداث حقيقية شهدتها جبال مغيلة سنة 2015، عندما سقطت عائلة تونسية ضحية للإرهاب. الفيلم يعالج برؤية سينمائية مؤثرة الأثر المدمر للتطرف على الأسر الهشّة والمجتمعات المنسية.
أما فيلم "عالحافة"، الذي حصد التانيت البرونزي في الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية، فتقود بطولته مريم الصياح إلى جانب محمد حسين قريع، ويروي قصة امرأة تسعى بشجاعة للخروج من واقع اجتماعي خانق نحو حياة أفضل.
ويقدّم المهرجان هذه السنة برنامجًا ثريًا يضم 35 فيلمًا من 12 دولة عربية، إلى جانب شراكات إنتاجية مع 10 دول غربية. وتضم المسابقة الرسمية 12 فيلمًا طويلًا و11 فيلمًا قصيرًا، فضلًا عن فقرات مثل "ليالي عربية"، "عروض خاصة"، "عروض المدارس"، وعرض مخصص للعائلة.
العيون الآن على مالمو، حيث تسير السينما التونسية بخطى ثابتة نحو مزيد من التتويجات، حاملة قضايا الوطن إلى شاشات العالم بلغة الفن والالتزام.