في تونس لم تعد الحرائق مجرد ظواهر موسمية عابرة لكنها تحولت إلى أزمة هيكلية تفضح هشاشة المنظومة البيئية وتعري القصور الإداري والتشريعي في إدارة المخاطر الطبيعية، فما إن يبدأ الصيف حتى تتكرّر فصول من النيران التي تلتهم الغابات والحقول وتخلف وراءها خسائر مادية وبيئية ونفسية لا يمكن احتواؤها بسهولة، فصيف 2025 كان شاهدا على إحدى أكثر هذه الموجات ضراوة ليس فقط من حيث عدد الحرائق بل من حيث تزامنها وانتشارها الجغرافي الكثيف وسط ارتباك رسمي وانكفاء سياسي عن إعلان حالة طوارئ بيئية حقيقية.