كشفت الأمم المتحدة في تقرير صادم، أن أكثر من 72 ألف شخص لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال محاولتهم الهجرة في مختلف أنحاء العالم منذ سنة 2014، أي بمعدل نحو 20 شخصًا يوميًا.
الرقم، وإن كان مجرّد إحصاء رسمي، يُخفي خلفه مآسي فردية وأحلامًا مكسورة وأسرًا منكوبة.
ليبيا وإيران وبورما في صدارة المأساة
أكثر من نصف الضحايا سقطوا في دول تشهد أزمات وصراعات، مثل ليبيا وإيران وبورما، حيث لا قانون يحمي ولا آليات إنقاذ فعالة، ما يجعل طرق الهجرة هناك بمثابة ممرات موت جماعي.
ووفق التقرير الذي أوردته وكالة "فرانس برس"، فإن سنة 2024 وحدها سجّلت رقماً مأساويًا غير مسبوق:
8938 مهاجرًا فقدوا أرواحهم، في ما وصفته المنظمة الدولية للهجرة بأنه العام الأكثر فتكًا على الإطلاق، ضمن منحى تصاعدي للوفيات مستمر منذ خمس سنوات.
المأساة الصامتة: الآلاف بلا هوية
منسقة مشروع المهاجرين المفقودين، جوليا بلاك، أطلقت صيحة فزع حقيقية حين قالت:
"ارتفاع عدد الوفيات أمرٌ مروّع بحد ذاته، لكن بقاء آلاف الأشخاص مجهولي الهوية كل عام أمرٌ أكثر مأساوية".
هؤلاء لا يُعرف لهم اسم، ولا يُعثر لأسرهم على جثة. تُنسى وجوههم على حواف الصحارى، وفي أعماق البحار، أو بين أنقاض الغابات الحدودية.
الأمم المتحدة تدعو لحل جذري
المنظمة الدولية للهجرة شددت على أن هذه الكارثة الإنسانية لا يمكن وقفها إلا بفتح مسارات آمنة وقانونية للهجرة، مشيرة إلى أن ذلك هو "الحل الوحيد المستدام" للحد من وفيات المهاجرين.
متى تتحرّك الدول؟
ورغم هذه الأرقام المفزعة، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن بلورة سياسات هجرة أكثر عدلاً وأمانًا، في وقت تستمر فيه النزاعات، وتدفع الآلاف إلى قوارب الموت أو دروب التهريب.
كارثة مستمرة، وجثث تُعدّ بالأرقام، لكن الضمير العالمي لا يزال في سبات…