في قلب كل أمة تقف المدرسة كمرآة تعكس تطلعاتها، تحدياتها، ومستقبلها، وفي تونس هذه المرآة بدأت تتشقق تدريجا للتكسر أطرافها حتى غدا انعكاسها مشوشا، مضطربا بين ما كان يطمح إليه يوما وما آل إليه الواقع من خيبات مركبة، لسنوات ظل التعليم شعارا متكررا في الخطب الحكومية وأولوية معلنة في السياسات الوطنية غير أن النتائج على الأرض لا تعكس هذا الزخم الظاهري إنما تؤكد يوما بعد يوم أن النظام التعليمي قد أصبح عنوانا مأساويا لانفصام الدولة عن مشروعها المجتمعي.