النادي الإفريقي، عملاق الكرة التونسية وصاحب التاريخ المجيد، يترنّح اليوم على وقع فوضى عارمة تُهدّد كيانه من الداخل. كل المؤشرات تؤكد أنّ المشكل لم يعد في المستطيل الأخضر فقط، بل في عمق الهيكلة الإدارية والتنظيمية حيث تتوزع الأدوار وفق الولاءات، وتُصاغ القرارات خلف الكواليس، فيما الهيئة الحالية تكتفي بدور المتفرج.
هيئة عاجزة ولوبيات متحكمة
رغم محاولاتها المتكررة، أثبتت الهيئة الحالية أنّها غير قادرة على إدارة فريق بحجم الإفريقي. غابت اللجان الفنية والتنظيمية، تاه القرار الصائب، وتحوّل النادي إلى ساحة صراع نفوذ، حيث تتحكم "اللوبيات" الداخلية والخارجية في مصير فريق بأكمله.
أسماء بحجم عادل السليمي، لطفي القلمامي ووسام يحي ـ وهي أسماء تحظى بإجماع جماهيري على كفاءتها ونظافتها ـ أُقصيت بذرائع واهية فقط لأنّها تهدد مصالح المتنفذين. فهل يُعقل أن يُغيب النادي أبناءه الأوفياء بينما يُمنح القرار لمن لا يملكون لا الشهادات ولا التجربة؟
انتدابات غامضة وأسئلة حارقة
التساؤلات تلاحق الانتدابات الفنية: بأي مقاييس تم اختيار كمال سعادة مديرًا فنيًا؟ أين درّب؟ ما هي خبرته الحقيقية؟ وهل من المنطقي أن يُعوض مدربًا فرنسيًا بخبرة واسعة؟ أم أنّ المسألة لا تعدو أن تكون سوى "ترضيات" شخصية؟
غياب حتى في الأعياد
الفضيحة الأكبر أنّ الهيئة بكاملها غابت عن احتفالات الذكرى 105 لتأسيس النادي. مشهد صادم جعل الأحباء يتساءلون: كيف لقيادة نادٍ بحجم الإفريقي أن تدير ظهرها لتاريخه ورؤسائه القدامى؟ ألا يكفي هذا الدليل على انعدام الرؤية وانفصال الهيئة عن واقع النادي؟
الإفريقي يحتاج لعملية جراحية
الحقيقة المؤلمة أنّ الإفريقي اليوم يُدار بعقلية "التوازنات" وليس بعقلية "المشاريع". والنتيجة: نادٍ عريق يتحول تدريجيًا إلى رهينة صراعات، عاجز عن استغلال جماهيره العريضة وتاريخه الناصع.
الإفريقي يحتاج إلى عملية "قيصرية عاجلة"، مشروع شجاع يقطع مع الفوضى ويعيد القرار إلى الكفاءات، بعيدًا عن الحسابات الضيقة واللوبيات. دون ذلك، فإنّ النادي ماضٍ نحو مزيد من الانهيار… وجماهيره الغاضبة وحدها لن تكفي لإنقاذه.