تونس - أوت 2025 | بقلم: فريق التحرير
في مشهد ينذر بالخطر، أطلق أحمد العامري، رئيس الغرفة الوطنية للقصّابين، صيحة فزع مدوّية، محذرًا من أزمة غير مسبوقة تضرب سوق اللحوم الحمراء في تونس، حيث سجّل الكيلوغرام الواحد من لحم الضأن قفزة جنونية تجاوزت 60 دينارًا، وسط تحذيرات من إمكانية بلوغه 80 دينارًا في قادم الأيام.
في تصريح لإذاعة "صبرة أف أم"، وصف العامري الوضع بـ"الاختناق الحقيقي"، مؤكدًا أن السوق تعاني نقصًا حادًا في الخرفان، وأن القصابين غير قادرين على مجاراة الأسعار، في ظل غياب أي حلول واقعية من السلطات.
🔻 التوريد كحلّ... لكن لمن؟
رئيس الغرفة لم يُخفِ استغرابه من اقتصار التوريد – خاصة من رومانيا حيث السعر لا يتجاوز 38.9 دينار – على المساحات التجارية الكبرى، في حين يُمنع على المهنيين ذلك.
وتساءل: "لماذا لا نُمنح نحن أيضًا حق التوريد؟"، معتبرًا أن احتكار استيراد اللحوم يزيد من تعقيد الأزمة ويُفاقم معاناة المواطن.
⚠️ الاتحاد في قفص الاتهام!
ولم يسلم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من الانتقادات، حيث كذّب العامري ما ورد على لسان ممثليه بأن "الإنتاج المحلي كافٍ"، قائلاً:
"إذا كان الإنتاج يغطي فعلاً، فليوفروا لنا الخرفان ونحن نبيع بسعر الكلفة!"
❌ صمت رسمي وغياب حلول
ورغم مراسلات عديدة من الغرفة الوطنية، إلا أن الجهات المعنية لم تُحرّك ساكنًا، ما اعتبره العامري استخفافًا بخطورة الوضع، مؤكدًا أن البلاد تسير نحو أزمة لحوم "غير مسبوقة في تاريخها الحديث".
📉 منظومة تنهار بصمت
في غياب قرارات واضحة، واستمرار ارتفاع الأسعار، يبدو أن منظومة اللحوم الحمراء في تونس مهددة بالانهيار التام.
ويبقى المواطن التونسي، الذي يعاني أصلًا من غلاء معيشة خانق، الضحية الأولى لغياب التخطيط والاستجابة العاجلة.
اللحم أصبح سلعة نادرة... فهل تتحرك الدولة أم ننتظر المعجزة؟