تستعد سوسة خلال يومي 4 و5 أكتوبر 2025 لاستضافة تظاهرة ClimAdapt Hack 2025 في قطب التنافسية Novation City، والتي تنظمها الجمعية الإفريقية للتنمية الجيومكانية AGEOS بالشراكة مع المنتدى الوطني للتأقلم مع التغيرات المناخية FNACC وعدد من المؤسسات الأكاديمية والهيئات الخاصة وتعتبر هذه التظاهرة منصة وطنية لتجميع الأفكار المبتكرة والتقنيات الناشئة التي تساهم في تعزيز قدرات تونس على التكيف مع التغيرات المناخية.
ويستهدف الحدث تشجيع الشباب والباحثين والمطورين وباعثي المشاريع وخبراء المناخ على تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة في إطار التنمية المستدامة، ويتضمن الحدث مسابقتين أساسيتين مسابقة OpenGeoAI التي تركز على استخدام البيانات الجيومكانية والذكاء الاصطناعي لرصد وتحليل النظم البيئية والإنذار المبكر بالظواهر المناخية الخطيرة إلى جانب تحسين إدارة الموارد الطبيعية والإقليمية، ومسابقة الابتكار التكنولوجي والاقتصاد الدائري التي تشمل مشاريع تستخدم الذكاء الاصطناعي أو المكونات الجيومكانية في التطبيقات التعليمية أو البناءات الصديقة للبيئة وحلول إعادة التدوير واللوجستيات المستدامة.
وأوضحت نسرين شحاتة رئيسة جمعية AGEOS، أن التظاهرة تمثل فرصة للشباب المبتكرين لتوظيف التقنيات الجيومكانية والذكاء الاصطناعي في مواجهة التغيرات المناخية وتعزيز النماذج الاقتصادية المستدامة مثل الاقتصاد الدائري، بالإضافة إلى تطوير أدوات التوعية والتحسيس بقضايا المناخ وسيحصل الفائزون على جوائز مالية تصل إلى 8000 دينار تونسي موزعة على الفرق الأربعة الفائزة إلى جانب ورش عمل تدريبية ومرافقة في مجال ريادة الأعمال وتحويل الأفكار إلى مشاريع عملية.
ويجدر بالذكر أن الجيومكانية (Geospatial) هي البيانات أو الظواهر المرتبطة بمواقع على سطح الأرض وتشمل التقنيات المستخدمة لجمعها وتحليلها مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، والاستشعار عن بعد، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتعد هذه الأدوات حيوية لدعم الابتكار في التكيف مع التغيرات المناخية.
من جهة أخرى، تظهر الإحصاءات الرسمية أن تونس تواجه تحديات مناخية ملموسة حيث من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة بين 1.6 و2.7 درجة مئوية بحلول عام2050 وقد تصل إلى 4.2 – 5.2 درجة مئوية بحلول عام 2100 وتشير الدراسات إلى انخفاض محتمل في معدلات الأمطار بنسبة تتراوح بين 10% و30% مما يزيد من مخاطر الجفاف إلى جانب توقع ارتفاع مستويات البحر بين 15 و18 سم بحلول عام 2050 ما يهدد المناطق الساحلية و68% من السواحل التونسية، كما أن متوسط توفر المياه العذبة للفرد يبلغ حوالي 486 متر مكعب سنويا وهو أقل بكثير من المتوسط الإقليمي، ما يجعل قطاع الزراعة حساسًا للتغيرات المناخية.
ويستند الإطار القانوني التونسي إلى الدستور الذي يضمن الحق في بيئة سليمة ومتوازنة فيما أطلقت تونس الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ عام 2012 وحددت مساهمتها الوطنية لخفض الانبعاثات بنسبة 27% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2010 مع إمكانية تحقيق خفض إضافي يصل إلى 45% بشرط الدعم الدولي وتشمل جهود التكيف مشاريع محلية تهدف إلى تحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز الزراعة المستدامة إلى جانب تعاون دولي من خلال برامج مثل مشروع Greenov’i الممول من الاتحاد الأوروبي وبرنامج بعث المشاريع الخضراء Tunisie Verte & Durable، الذي تنفذه Expertise France بالتعاون مع CITET.
هذا وتجمع تظاهرة ClimAdapt Hack 2025 بين الابتكار، التكنولوجيا والأطر القانونية الوطنية والدولية لتكون منصة شاملة تدعم الشباب والمبتكرين في مواجهة تحديات التغيرات المناخية عبر حلول عملية ومستدامة وتؤكد على الدور الحيوي للمعرفة الجيومكانية والذكاء الاصطناعي في بناء مستقبل بيئي أكثر أمانا لتونس.