اختر لغتك

الزقوقو بين ندرة الإنتاج وضغوط الأسعار: موسم محفوف بالتحديات

الزقوقو بين ندرة الإنتاج وضغوط الأسعار: موسم محفوف بالتحديات

يشهد موسم صابة الصنوبر الحلبي (الزقوقو) هذا العام تراجعاً طفيفاً في الإنتاج، وفق ما أكّده طارق المخزومي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري، الذي أرجع هذا التراجع إلى جملة من العوامل المتشابكة، في مقدّمتها التغيّرات المناخية التي ألقت بظلالها على المنظومة الغابية، حيث تسبّبت في تقليص معدّلات الإثمار والإنتاج.

كما أشار المخزومي إلى أنّ حرائق الغابات التي شهدتها تونس في السنوات الأخيرة التهمت آلاف الهكتارات من المساحات الطبيعية التي تُعدّ المصدر الأساسي للزقوقو، وهو ما أثّر بشكل مباشر على حجم الصابة. ويضاف إلى ذلك عامل إداري يتمثل في تأخر إصدار تراخيص الجني، ما انعكس على توقيت استغلال هذه الثروة الطبيعية.

من الناحية الاقتصادية، من المنتظر أن تتراوح أسعار الكيلوغرام الواحد في مناطق الإنتاج بين 50 و53 ديناراً، وهو رقم يعتبر مرتفعاً بالنظر إلى القدرة الشرائية للتونسيين. ويرجّح أن تعرف الأسعار زيادات إضافية عند وصولها إلى الأسواق المركزية ومحلات التفصيل، في ظل الطلب الكبير على هذه المادة التي تكتسي رمزية اجتماعية وثقافية خلال الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، حيث تُعدّ "عصيدة الزقوقو" الطبق التقليدي الأكثر حضوراً على موائد العائلات.

إلا أنّ إشكالية الأسعار لا تقف عند حدود العرض والطلب فقط، بل تتأثر أيضاً بظاهرة تهريب الزقوقو من بعض الدول المجاورة، حيث يغزو السوق منتوج ذو مواصفات مختلفة: حبة أكبر حجماً ولون مائل إلى الحمرة، مقابل الحبة الصغيرة السوداء التي تميّز الزقوقو التونسي. وقد نبّه المخزومي إلى ضرورة حماية المنتوج المحلي وضمان مسالك توزيع شفافة تُمكّن المستهلك من التمييز بين النوعين.

وفي ظل هذه التحديات، يطرح خبراء الفلاحة والغابات أسئلة حول مستقبل هذه المادة الاستراتيجية، ويدعون إلى إستراتيجية وطنية لحماية الغابات من الحرائق والقطع العشوائي، إلى جانب إعادة تشجير الصنوبر الحلبي وتطوير أساليب استغلاله. فالزقوقو لم يعد مجرّد منتوج موسمي للاستهلاك، بل تحوّل إلى مورد اقتصادي حساس يرتبط بالثقافة الغذائية والذاكرة الشعبية، ما يستوجب حلولاً مستدامة تحفظه للأجيال القادمة.

آخر الأخبار

خطر فوق الرؤوس: بلدية سوسة تغلق القاعة الأولمبية بعد انهيار جزئي في السقف!

خطر فوق الرؤوس: بلدية سوسة تغلق القاعة الأولمبية بعد انهيار جزئي في السقف!

200 مليون دينار لتمويل الاقتصاد الأخضر في تونس: انطلاقة جديدة نحو التحول البيئي المستدام

200 مليون دينار لتمويل الاقتصاد الأخضر في تونس: انطلاقة جديدة نحو التحول البيئي المستدام

ميسي أمام القضاء الإسباني بسبب فيلا مخالفة في إيبيزا

ميسي أمام القضاء الإسباني بسبب فيلا مخالفة في إيبيزا

ماراثون “Les Foulées Vertes de Tunis” دعوة للجري من أجل التبرع بالأعضاء

ماراثون “Les Foulées Vertes de Tunis” دعوة للجري من أجل التبرع بالأعضاء

الهيئة التونسية للاستثمار تبحث دور القطاع الخاص وفرص الاستثمار في مراكز البيانات

الهيئة التونسية للاستثمار تبحث دور القطاع الخاص وفرص الاستثمار في مراكز البيانات

Please publish modules in offcanvas position.