اختر لغتك

في ذكرى وفاة مجيدة بوليلة: مناضلة تونسية وشعلة نضال لا تنطفئ

في ذكرى وفاة مجيدة بوليلة: مناضلة تونسية وشعلة نضال لا تنطفئ

في مثل هذا اليوم، 4 سبتمبر من عام 1952، فقدت تونس إحدى أيقوناتها الوطنية، المناضلة مجيدة بوليلة، التي رحلت عن عالمنا وهي في عمر الزهور، لم تتجاوز حينها 21 عامًا، لكنها تركت وراءها إرثًا نضاليًا وشجاعة لا تعرف الخوف.

ولدت مجيدة بوليلة في 12 نوفمبر 1931 في مدينة صفاقس، وسط عائلة وطنية متجذرة في الحزب الحر الدستوري، مما جعلها تنشأ في بيئة مشبعة بروح النضال والتضحية. كانت قريبة من كبار الزعماء الوطنيين، مثل الهادي شاكر، ما صقل شخصيتها وزرع فيها حب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله.

بدأت مسيرتها التعليمية في مدرسة "سيدي سعادة"، ثم انتقلت إلى مدرسة "الهلال" العربية الفرنسية بالمدينة العتيقة بصفاقس، حيث أظهرت تفوقًا ملحوظًا جعلها تتفوق على الكثيرات من بنات جيلها. لم تكن مجرد طالبة، بل كانت رائدة في نشر التعليم، حيث بادرت بتأسيس "كُتّاب" قرب الناصرية سنة 1949، لنشر العلم ومحو الأمية. لم يتوقف نشاطها عند هذا الحد، بل عملت على تأسيس أول شعبة نسائية دستورية في تونس، ما يعكس وعيها المتقدم بأهمية دور المرأة في النضال الوطني.

رغم زواجها المبكر وإنجابها ابنتها الأولى، لم تتخلَ مجيدة بوليلة عن رسالتها الوطنية. بل كانت أكثر تصميماً على مواصلة النضال، حيث تفرغت لتوعية المرأة التونسية وتثقيفها، وهو ما لفت انتباه السلطات الاستعمارية الفرنسية، التي رأت في نشاطها تهديداً خطيراً.

في مارس 1952، ألقت السلطات الاستعمارية القبض على مجيدة بوليلة، وزجت بها في معتقل بتبرسق، حيث تعرضت لأشد أنواع التعذيب. لكنها بقيت صامدة، متحدية كل محاولات كسر إرادتها. حتى عندما داهمها المخاض في سبتمبر من نفس العام، وتم نقلها إلى المستشفى الجهوي بصفاقس، كانت قواها منهكة، ورغم كل التضحيات، لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تحمل في بطنها أملًا جديدًا للأمة.

رحلت مجيدة بوليلة، لكن ذكراها لم ترحل. ستبقى دائمًا رمزًا للمرأة التونسية القوية، التي لم تخف يوماً من الاستعمار، ولم تتردد في تقديم حياتها فداءً للوطن. في ذكرى رحيلها، نحيي ذكراها ونتعلم من شجاعتها التي أضاءت طريق الحرية لتونس.

آخر الأخبار

"تأثير ترامب" يجرّ العالم نحو الهاوية: منظمة العفو الدولية تدق ناقوس الخطر في تقرير حقوقي ناري

"تأثير ترامب" يجرّ العالم نحو الهاوية: منظمة العفو الدولية تدق ناقوس الخطر في تقرير حقوقي ناري

🔍 بحيرة بنزرت في قلب الإعلام: ورشة "EcoPact" تُطلق صحافة الحلول لمواجهة التدهور البيئي

🔍 بحيرة بنزرت في قلب الإعلام: ورشة "EcoPact" تُطلق صحافة الحلول لمواجهة التدهور البيئي

🔥 مجزرة عائلية تهز منوبة: المحامية ضحية مؤامرة قاتلة... والابن بين المتهمين!

🔥 مجزرة عائلية تهز منوبة: المحامية ضحية مؤامرة قاتلة... والابن بين المتهمين!

الذراري الحُمر على خط النار في مالمو: السينما التونسية تسرق الأضواء في مهرجان الشمال!

الذراري الحُمر على خط النار في مالمو: السينما التونسية تسرق الأضواء في مهرجان الشمال!

عن السيادة التي لا تراقب بين خفة التصريح وثقل الدولة

عن السيادة التي لا تراقب بين خفة التصريح وثقل الدولة

Please publish modules in offcanvas position.