اختر لغتك

بين باريس 1 و2.. الغنوشي من منتصر إلى مهزوم

بين باريس 1 و2.. الغنوشي من منتصر إلى مهزوم

بين باريس 1 و2.. الغنوشي من منتصر إلى مهزوم - فشل الغنوشي

فشل الغنوشي
 
ما بين لقاء باريس الشهير بين الغنوشي وقائد السبسي عام 2014 وبين لقاء “فندق باريس” بضواحي العاصمة التونسية بين يوسف الشاهد رئيس حزب تحيا تونس، ونبيل القروي رئيس حزب قلب تونس، يختلف الأمر كثيرا، اللقاء الأول أعاد الإسلاميين إلى المعادلة، فيما يبدو أن الثاني الذي جمع خصمين في الانتخابات الرئاسية الماضية ذاهب إلى إقصاء النهضة وهو ما ترجم على أرض الواقع بتصويت كتلتي الحزبين ضد المصادقة على حكومة الجملي.
 
أدخلت عملية إسقاط “حكومة الجملي- النهضة” في البرلمان كحدث بارز يحصل لأول مرة في البرلمان التونسي ديناميكية جديدة في المشهد السياسي التونسي تلقفته النخب كما الرأي العام الذي بات بدوره أكثر تفاعلا مع الطبقة السياسية المنتخبة التي بدت قادرة حين توحّد مواقفها على إنجاز ما كانت تعتبره النهضة طيلة تسع سنوات من تحصيل الحاصل عبر استبعادها الدائم لفرضية إسقاط الحكومة مراهنة على مفاوضات وصفقات الربع ساعة الأخير قبل المرور إلى التصويت.
 
خسرت النهضة رهانا كبيرا جعل رسم خارطة الحكم ليس بيديها، لكن الخسارة جاءت مضاعفة لزعيمها الغنوشي الذي بدأ يتأكد من حقيقة صعوبة ممارسة الحكم في العلن وأمام الجمهور.
 
إن إسقاط حكومة الجملي فتح صفحة جديدة في حكم تونس، محفوفة أيضا بوجود إجماع على أن ما حصل في علاقة بحركة النهضة يعد مجرّد جولة يجب أن تكون العبرة منها بالخواتيم وباستكمال النهايات لا الوقوف عند نشوة البدايات، حيث تعد مهمة إخراج حزب تمرس في الحكم قرابة عقد صعبة وقد تُلعب فيها كل الأوراق المسموح بها وغير المسموح بها لتفادي السقوط المدوي للنهضة.
 
قبل أن يدخل الرئيس قيس سعيد على خط الأزمة في الأيام القليلة القادمة بإعلانه اسم الشخصية التي يرى أنها الأقدر على تشكيل الحكومة، يبقى ارتفاع صوت الخطاب المعلن الساعي لعزل النهضة هو المسيطر في المشهد السياسي التونسي، لكن وإلى أن يحدد مصير هذه الفرضية مستقبلا، فإن الاستنتاج الأكثر وضوحا وإجماعا لا فقط بين عامة الناس بل داخل أسوار حركة النهضة هو الخسارة المضاعفة لزعيمها راشد الغنوشي.
 
تتلخص خسارة الغنوشي في ثلاثة مستويات متلازمة يختلط فيها الطموح الشخصي للرجل بمستقبل حزبه داخليا وكذلك بالصورة التي يروجها زعيم الحركة عن نفسه خارجيا وخاصة لدى حلفائه المقربين الراعين لمشاريع الإسلام السياسي في المنطقة.
 
حين رحل الباجي قائد السبسي في شهر يوليو 2019، وجد الغنوشي الساحة خالية ليقدّم نفسه بصفته الرجل رقم واحد في المعادلة السياسية التونسية، فبعد أن استهوته في فترة ما حكاية طرح نفسه أمام الناخبين كمرشح للرئاسية وهي فكرة عدل عنها بعدما أدرك أنه قد ينهي مسيرته بخسارة مدوية، ذهب زعيم النهضة من دوائر الظلام عبر خروجه إلى العلن فشارك في الانتخابات التشريعية ومن ثمة فاز برئاسة البرلمان.
 
إلى حدود إسقاط حكومة الجملي، بدا زعيم حركة النهضة بصفته رئيسا للبرلمان لا يتقن فنون السياسة في العلن بقدر ما يبدع ويبرع فيها في الغرف المظلمة، فحتى نجاحه في ترؤس البرلمان لم تمله حنكته كرجل دولة بل كان نتاجا لصفقة أبرمها مع زعيم قلب تونس نبيل القروي بصفته رئيسا للحركة وغير متقلّد لأي منصب أو مسؤولية في الحكم.
 
 

آخر الأخبار

مهرجانات جندوبة الصيفية تعود بقوة: فنون تونسية تعبق بالأصالة وعبق الجبال

مهرجانات جندوبة الصيفية تعود بقوة: فنون تونسية تعبق بالأصالة وعبق الجبال

صدمة في الوسط الفني الشعبي المصري: وفاة مفاجئة للمطرب محمد عواد إثر أزمة قلبية

صدمة في الوسط الفني الشعبي المصري: وفاة مفاجئة للمطرب محمد عواد إثر أزمة قلبية

🔥 موسم مهرجانات غير مسبوق في جندوبة: التحدي يبدأ من طبرقة إلى بني مطير... والنساء في الواجهة!

🔥 موسم مهرجانات غير مسبوق: التحدي يبدأ من طبرقة إلى بني مطير... والنساء في الواجهة!

🚨 تغييرات جذرية في الإفريقي: تيني خارج الحسابات والساحلي يحسم مصير الكاميروني!

🚨 تغييرات جذرية في الإفريقي: تيني خارج الحسابات والساحلي يحسم مصير الكاميروني!

⚖️ زلزال في مدريد: سجن كارلو أنشيلوتي لمدة عام بتهمة الاحتيال الضريبي!

⚖️ زلزال في مدريد: سجن كارلو أنشيلوتي لمدة عام بتهمة الاحتيال الضريبي!

Please publish modules in offcanvas position.