بقلم: جوليا طرابلسي | صور: حسان فرحات
في ليلة من ليالي الفن الخالدة، وعلى ركح المسرح الأثري بقرطاج، خطّت النجمة التونسية والعربية لطيفة العرفاوي ملحمة فنية استثنائية يوم الجمعة 25 جويلية 2025، في احتفالية مهيبة بعيد الجمهورية التونسية، شهدت حضورًا جماهيريًا غير مسبوق أمام شبابيك مغلقة منذ أيام.
🔴 عرض مزدوج بين الوطن والفن
لم تكن السهرة مجرّد حفل غنائي، بل بيانًا فنيًا وطنيًا مكتمل الأركان، دمج بين الوفاء للهوية التونسية والاحتراف العالمي في تقديم العرض. لطيفة عادت إلى جمهورها التونسي بروح متجددة، مفعمة بالنضج والإبداع، مزجت فيه بين الأصالة والحداثة، وكانت النتيجة: عرض من العيار الثقيل.
🎤 غناء... يلامس الذاكرة والوجدان
افتتحت لطيفة السهرة بأغنية "الحومة العربي"، في تحية رمزية للهوية التونسية الشعبية، تلتها باقة من أشهر أغانيها:
- "ياسيدي مسي" بإيقاعها الحماسي
- "بالعربي"
- "نحبك"، التي أشعلت مشاعر الجمهور
- "لما يجيبوا سيرتك" بنبرة حنين موجعة
- "Sory" و**"حبك هادي"**
وصولاً إلى "أهيم بتونس الخضراء"، التي كانت لحظة ذروة احتفالية
كل أغنية كانت مشهدًا، وكل مشهد كان عرضًا متكاملاً يجمع بين الصوت، الإحساس، الصورة، والحركة.
💃 رقص فني راقٍ بإمضاء سهام بلخوجة
الجانب البصري للعرض تولّته مجموعة سهام بلخوجة، التي قدّمت لوحات راقصة مذهلة استلهمت من التراث التونسي بأسلوب عصري، مما حوّل المسرح إلى مساحة نابضة بالحياة، حيث تفاعل الجسد مع الصوت في حوار فني متناغم.
🎼 قيادة موسيقية بقيادة يوسف بلهاني
المايسترو يوسف بلهاني وقّع العرض موسيقيًا، بمعية الفرقة الوطنية للموسيقى، التي قدّمت أداءً استثنائيًا بتوزيعات أوركسترالية زادت الأغاني عمقًا وثراءً. انسجام العازفين وخبرة القائد أضفيا على السهرة هالة من الجمال السمعي الرفيع.
💡 تقنيات ركحية حديثة: عندما يلتقي الفن بالتكنولوجيا
استخدم العرض أحدث تقنيات المسرح الحديث، من LED mapping، إلى شاشات رقمية ثلاثية الأبعاد، مما جعل المسرح يتحول إلى فضاء غامر وتفاعلي. الإضاءة والديكور والمؤثرات البصرية كانت في تناغم تام مع الموسيقى والغناء والرقص، لتمنح الجمهور تجربة حسية نادرة.
👏 جمهور متنوع... وحضور فني كثيف
امتلأت مدارج قرطاج عن آخرها، بحضور جماهيري لافت من مختلف الأعمار والمناطق، حتى من خارج تونس. كانت السهرة مناسبة للاحتفاء بفنانة يعتبرها كثيرون سفيرة الفن التونسي إلى العالم العربي.
✨ أكثر من مجرد عرض: لحظة فنية فارقة
لم يكن عرض لطيفة مجرد "كوكتيل أغاني"، بل رؤية فنية عميقة تحترم الجمهور وتؤكد أن الفن التونسي قادر على المنافسة والإبهار عربياً وعالمياً. سهرة تصلح لأن تُؤرشف ضمن الذاكرة البصرية لمهرجان قرطاج، وتُدرس كنموذج للعروض الفنية المتكاملة.
لطيفة العرفاوي قدّمت واحدة من أنجح سهراتها على الإطلاق، بمزيج من الحنين، القوة، الجرأة، والاحتراف. أكدت مكانتها كأيقونة فنية مستمرة في التطور، وقادرة على صناعة الحدث الفني لا مجرد حضوره.
❝ أمام شبابيك مغلقة... كتبت لطيفة صفحة ذهبية جديدة في تاريخ مهرجان قرطاج. ❞