رغم قرار الجامعة التونسية لكرة القدم بالسماح للأندية ببثّ مبارياتها عبر منصاتها الرقمية، في خطوة أثارت كثيرًا من الجدل والاتهامات بسوء التخطيط وغياب الرؤية الإعلامية، تم الإعلان رسميًا عن نقل مباراة النادي الإفريقي ومستقبل المرسى، يوم السبت 9 أوت 2025 على الساعة 16:30، عبر قناة الوطنية 2.
المفارقة أن هذا اللقاء سيُبث رغم عدم وجود أي عقد رسمي بين الجامعة وأي قناة تلفزية، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات قانونية واقتصادية وأخلاقية، تتعلّق أساسًا بمدى احترام الجامعة لحقوق بث البطولة، وأيضًا بمدى استفادة الأندية من عائدات الإشهار التلفزي.
💰 من يبث.. عليه أن يدفع؟
في ظل غياب أي إطار تعاقدي رسمي، بات من حق الأندية الآن المطالبة بتقاسم عائدات الإشهار مع القنوات التي تنقل مبارياتها. كما بات بإمكانها، من الناحية المبدئية، رفض بث مقابلاتها ما لم تضمن لها مداخيل مستحقة، أو على الأقل شروط نقل لائقة تحفظ صورة الفريق وحقوقه المالية.
وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمرّ به جلّ الفرق، فإن هذه العائدات قد تشكّل شريان حياة مؤقت. فكيف يُعقل أن تُنقل المباريات، ويُستغل محتواها في الإشهار التلفزي، بينما لا تحصل الأندية على شيء؟!
⚠️ بطولة في مهبّ الارتجال
هذا الواقع يكشف مرة أخرى حجم الارتجال وسوء التخطيط الذي يطبع إدارة البطولة، إذ لم تطرح الجامعة أي مناقصة للبث التلفزي رغم اقتراب انطلاق الموسم، ما يعني أن البطولة قد تنطلق دون رؤية إعلامية، ودون مداخيل مضمونة.
أما الحديث عن "البث الرقمي"، فليس سوى محاولة تجميل فشل ذريع، فمعظم الأندية لا تملك حتى بنية تقنية محترمة، ولا موارد بشرية أو مادية لإنتاج محتوى رقمي محترف.
📺 هيئة الإفريقي مطالبة بالدفاع عن حقوقها
وفي هذا الإطار، تُطرح تساؤلات جدية حول موقف الهيئة المديرة للنادي الإفريقي، التي باتت مطالبة بالتفاوض المباشر مع القناة الوطنية 2 بخصوص تقاسم مداخيل الإشهار الناتجة عن بث المباراة.
فمن غير المعقول أن يُستغل اسم النادي الإفريقي، وجماهيريته الضخمة، لرفع نسب المشاهدة وجلب المعلنين، دون أن تعود تلك العائدات بأي منفعة مادية على الفريق، خاصة في ظل الضائقة المالية الخانقة التي يعيشها النادي.
إن الدفاع عن حقوق البث والإشهار ليس ترفًا، بل هو ضرورة عاجلة لإنقاذ موارد النادي، خصوصًا أن مثل هذه الفرص قد تكون من القنوات القليلة لإنعاش السيولة في فترة تعرف فيها الفرق أزمة خانقة على مستوى التمويل والتسيير اليومي.
❓ خلاصة:
- من يبث؟ ومن يدفع؟
- من يربح؟ ومن يُستغل؟
- هل سنشهد نهاية "بطولة الشاشات السوداء"؟
أم استمرار "بطولة بلا رؤية" تقودها قرارات مرتجلة بلا تخطيط ولا أفق؟