شهدت الساحة الرياضية التونسية مساء الجمعة 18 جويلية 2025 حالة احتقان غير مسبوقة، بعد أن تداولت الصفحة الرسمية لإذاعة موزاييك أف أم خبرًا مفاده "فك الارتباط" بين النادي الإفريقي ومدرّب أكابر كرة القدم محمد الساحلي، في خطوة أثارت سيلاً من ردود الأفعال، خاصة في صفوف جماهير الأحمر والأبيض.
الهيئة المديرة للنادي لم تتأخّر في الردّ، وأصدرت بيانًا رسميًا نفت فيه "نفيا قاطعًا" ما ورد في منشور موزاييك، ووصفت الخبر بـ"الإشاعة المضلّلة" التي تهدف إلى التشويش على الفريق وزرع البلبلة قبل انطلاق الموسم الجديد.
🔻 خلفيات الخبر المشبوه
مصادر مقرّبة من محيط النادي تؤكّد أن العلاقة بين المدرّب محمد الساحلي وهيئة الإفريقي تسير في مناخ من التعاون والثقة، وأن التفكير في تغيير الإطار الفني غير مطروح حاليًا، خاصة بعد النتائج الإيجابية نسبيًا في التربص الأخير.
لكن توقيت نشر هذه "الإشاعة" ليس بريئًا. فهي تزامنت مع العد التنازلي لانطلاق الموسم الرياضي، ومع تحركات هيئة النادي على جبهة الانتدابات، مما يطرح تساؤلات حول الجهة أو الجهات التي قد تكون تقف خلف تسريب معلومة غير دقيقة إلى وسيلة إعلامية كبرى.
🔻 لماذا كانت ردّة فعل الإفريقي بهذه الحدّة؟
البيان الذي أصدرته الهيئة لم يكن بيان توضيح تقليدي، بل كان نبرة غضب وتصعيد. استعملت فيه كلمات قوية مثل "حملات التشويش" و"الإساءة المتكرّرة للنادي" و"إجراءات قانونية عاجلة"، ما يكشف عن تراكم توتّرات سابقة مع نفس المنبر الإعلامي، وربما عن قناعة راسخة بوجود استهداف ممنهج.
وبين السطور، يمكن قراءة رسالة سياسية أيضًا: الإفريقي، الذي تعوّد على مواجهة العواصف، لن يسكت هذه المرّة، وسينتقل من موقع الدفاع إلى الهجوم عبر سلاح القانون.
🔻 السياق العام: استهداف ممنهج أم زلّة مهنية؟
ما حصل يعيد طرح سؤال أكبر حول العلاقة بين وسائل الإعلام التونسية والجمعيات الرياضية الكبرى. هل ما حصل مع الإفريقي يدخل في خانة السبق الصحفي غير الدقيق؟ أم أنّ بعض المنابر، كما يذهب أنصار الإفريقي، تستهدف الجمعية في كل مرّة تتهيأ فيها لاستعادة التوازن؟
موزاييك لم تعلّق على الموضوع حتى لحظة كتابة هذا التقرير، وهو ما يزيد من حدة التوتّر ويمنح "البيان الناري" للنادي مشروعية أكبر في أعين جماهيره.
🔻 التأثير على الشارع الإفريقي
الشارع الرياضي – وتحديدًا جماهير الإفريقي – تلقى البيان بارتياح، لكنه تفاعل أيضًا مع الحادثة بموجة من الغضب، حيث عادت الدعوات إلى مقاطعة الإذاعة المذكورة، بل ووصل الأمر إلى المطالبة بمحاسبتها قانونيًا بتهمة "تشويه صورة النادي" و"الإضرار بمصالحه الرياضية والاقتصادية".
وفي المقابل، دعت أطراف أخرى داخل العائلة الإفريقية إلى التهدئة والتركيز على العمل الميداني، معتبرة أن أفضل ردّ على "الإشاعات" هو النتائج على أرض الميدان.
⚖️ في الخلاصة:
ما بين الخبر الذي اعتُبر "مفبركًا" وردّ الهيئة الغاضب، وما بين الغليان الجماهيري والتلويح بالتصعيد القانوني، تعيش قلعة باب الجديد حالة من الترقّب.
هل سيكون هذا الحادث مجرّد "عاصفة إعلامية صيفية"؟ أم أنه سيشكّل منعرجًا جديدًا في علاقة الأندية الكبرى بوسائل الإعلام؟
ومهما كانت الإجابة، المؤكّد أن النادي الإفريقي قالها بصوت عالٍ هذه المرّة: لا تقتربوا من الاستقرار الفني... فالحرب القانونية بدأت.