في اتصال هاتفي خاص، عبّر لنا الدكتور جمعة الجريدي عن سعادته الغامرة بلقاء المثقفين والفنانين والكتّاب، مؤكّدًا أن مكانه الطبيعي بينهم، وأنه يعزف فقط للكتاب وللكلمة.
هو طبيب بالجسد، فنان بالروح، جمع بين سماعة الطبيب وآلة العزف، بين نبض القلب ونبض اللحن.
جمعة لم يختر الأضواء الصاخبة، بل اختار طريقًا خاصًا به، فيه عمق وصدق وشغف حقيقي بالموسيقى الراقية.
يقولها دون تردد: "أنا أعزف فقط للكتّاب، لا يغرّني التصفيق، بل يشدني الحرف والعمق والرسالة."
وبين عيادته وآلته، استطاع أن يكتب قصة نجاح مختلفة، هادئة ولكن صلبة، تشبهه في التكوين والطبع.
جمعة الجريدي... نموذج نادر في هذا الزمن، حين يكون الطبيب مثقفًا، والعازف مفكّرًا، والنجاح بعيدًا عن الضجيج.
تحية له على هذا المسار الاستثنائي، ولعل ما يقدمه من موسيقى هو، في عمقه، وصفة علاجية للروح.