في ظل تحولات عميقة يشهدها المجتمع التونسي تظل المدرسة العمومية تلك المؤسسة التي يفترض أن تكون القلب النابض للعدالة الاجتماعية والتنمية البشرية تعاني أزمة حادة تعكس هشاشة بنيوية متمادية في منظومة التعليم وتبرز ولاية القصرين بوضوح مأساوي كمثال مكثف يجسد مدى عمق هذا الانهيار حيث لم يعد التعليم فيها مجرد حق دستوري لكنه تحول إلى معاناة يومية وأفق ضيق تتضاءل فيه آمال الأطفال لاسيما في المناطق الداخلية والريفية التي تعاني الإقصاء المزدوج إقصاء جغرافي واجتماعي.