في خطوة تُعدّ تحوّلاً رقميًا غير مسبوق في المنظومة التربوية التونسية، أعلنت وزارة التربية، اليوم الجمعة 2 ماي 2025، عن استعدادها لإطلاق مدارس افتراضية جديدة ستوفّر دروس دعم ومرافقة رقمية لتلاميذ المدارس العمومية، في إطار مشروع رقمي ضخم يهدف إلى تقليص الفجوة التعليمية ودعم المتعلّمين عن بعد.
المشروع، الذي كشف عنه راضي المعاوي، المكلّف بتطوير المحتويات البيداغوجية الرقمية والتكوين بالمركز الوطني لتكنولوجيات التربية، خلال مشاركة المركز في الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب، يُعدّ نقلة نوعية في العلاقة بين التلميذ والمدرسة.
💡 دروس دعم عن بعد... بإشراف مباشر من أساتذة المؤسسة
وأكد المعاوي أن المنصة الجديدة ستكون عبارة عن أقسام افتراضية يشرف عليها أساتذة ومعلمون من نفس المؤسسة التربوية التي ينتمي إليها التلميذ، مشددًا على أن هذه الأقسام لا تُعوّض التعليم الحضوري، بل تدعمه وترافقه، من خلال محتويات تكميلية تشمل دروس دعم وتمارين ومتابعة مستمرة عن بعد.
🛠️ تكوين المعلّمين وبنية تحتية رقمية متطورة
وأشار المعاوي إلى أن المركز الوطني لتكنولوجيات التربية بصدد تكوين الإطارات التربوية لتتمكن من استعمال هذه المنصة بفعالية، وأنه يعمل على تهيئة البنية التحتية الرقمية وربط المؤسسات التربوية بالإنترنت، إضافة إلى تطوير المحتويات البيداغوجية الرقمية التي سيتم تنزيلها على المنصة.
📈 منصة موحدة لمتابعة الحياة المدرسية
وكشف المعاوي عن مشروع آخر يتمثل في تطوير منصة موحدة لمتابعة الحياة المدرسية في مرحلتي الإعدادي والثانوي، تتضمن مؤشرات شاملة مثل الغيابات والنتائج، وستمكّن الأولياء من الولوج إلى بيانات أبنائهم بشكل فوري وشفاف، خلافًا للمنصة القديمة التي افتقرت للمرونة.
🕒 متى يدخل المشروع حيّز التنفيذ؟
من المنتظر أن تنطلق تجربة المدارس الافتراضية خلال سنة من الآن، حسب تأكيد المسؤول بالمركز، في وقت تعمل فيه الوزارة على استكمال كراس الشروط وإطلاق طلب العروض، ما يعني أن التلميذ التونسي سيكون على موعد مع مدرسة رقمية مساندة، تقف إلى جانبه خارج أوقات الدراسة الرسمية.
بهذا الإعلان، تؤكّد وزارة التربية التونسية أنها تمضي نحو رقمنة التعليم وتحويله إلى منظومة أكثر انفتاحًا ومواكبة للعصر الرقمي، في مسار طموح قد يُحدث فارقًا كبيرًا في تحسين جودة التعلم وإنصاف التلاميذ في مختلف الجهات.