في مشهد أدبي لافت، اختار الكاتب الصحفي شكري الباصومي أن يضع نقطة النهاية لمعرض تونس الدولي للكتاب على طريقته الخاصة، حيث وقّع، اليوم الأحد 4 ماي، عمله القصصي الجديد "اللّاعة: قصص قصيرة جدًّا" وسط حضور نهم ومُلفت من القراء، وذلك برواق دار وشمة التي تحوّلت خلال فعاليات المعرض إلى عنوان لافت للتجريب والاختلاف.
هذا الإصدار، الذي يُعدّ ثاني أعمال الباصومي في فن القصة القصيرة جدًا، لا يأتي تكرارًا لتجربة أولى، بل تطوّرًا جريئًا في الكتابة المكثفة التي تقتنص لحظة الوجع الإنساني وتضغط على جوهر الفكرة في سطور قليلة، لكنها دامغة.
قصص تلد من قلب الذاكرة الشعبية
يحمل "اللّاعة" عبق الحكاية الشعبية وملح الواقع، حيث يغوص الكاتب في عوالم الناس البسطاء، يلتقط شذرات من ذاكرتهم، يصوغها على شكل ومضات سردية مكثفة، تختصر الدهشة وتفجّر المعنى. وكأننا بإزاء مرآة عميقة لوجوه نحيا بينها دون أن ننتبه إلى ألمها أو جمالها.
دار "وشمة"... ملاذ المجانين الجميلين
اختيار دار "وشمة" لتوقيع العمل لم يكن عشوائيًا. هذه الدار، التي أثبتت حضورها القوي هذا العام، احتضنت التجارب المختلفة، ومنحتها فسحة للضوء والقراءة. وكان للكتاب الجديد حضور واضح في واجهاتها، ما ساهم في ارتفاع الإقبال على رواقها وتحوّله إلى نقطة التقاء لعشاق النصوص غير المألوفة.
الباصومي... يكتب ليقلق
يوصف شكري الباصومي بين متابعيه بأنه "كاتب لا يطمئن". لا يرضى بالسائد، ولا يهادن اللغة. يكتب بشغف التجريب، ويصرّ على طرق الأبواب المغلقة في السرد. و"اللّاعة" ليست إلا محطة جديدة في مسيرة كاتب يرفض الاستقرار الأدبي، ويختار دائمًا الطرق الوعرة والمغايرة.
نهاية المعرض... وبداية اللّاعة
ختام معرض الكتاب هذا العام لم يكن حدثًا خافتًا، بل جاء مشحونًا بطاقة الإبداع. ومع توقيع "اللّاعة"، بدا أن النهاية ما هي إلا بداية أخرى لصوت أدبي يواصل رحلته بعين ساخرة وقلم يكتب الدهشة.