في مشهد ثقافي نابض بالحياة، تحوّلت أروقة الدورة 39 من معرض تونس الدولي للكتاب إلى فضاء نابض بالتفاعل الأسري والتربوي، حيث أطلقت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن دفعة جديدة من الأنشطة النوعية والمبادرات التوعوية تحت شعار المعرض "نقرأ لنبني"، موجهة خصيصًا لفائدة الأطفال والأسر وكبار السنّ.
الوزارة لم تكتفِ بالمشاركة الرمزية، بل كانت حاضرة بقوة عبر سلسلة من الورشات التفاعلية والفعاليات التثقيفية التي جمعت بين المتعة والمعرفة والوقاية، مما منح الحضور تجربة فريدة جمعت بين الكتاب والتنشئة الإيجابية.
👨👩👧👦 ورشات دعمت الروابط الأسرية
من أبرز محاور الفعاليات:
ورشة الوالديّة الإيجابيّة والتماسك الأسري: والتي قدّمت جملة من الإرشادات والنصائح للأولياء حول أهمية الإنصات والتحاور مع الأطفال، وتشجيع التشارك وتقاسم الأدوار داخل الأسرة. كما تم التركيز على دور الأسرة في حماية الأبناء من المخاطر السلوكية، وخاصة الوقاية من آفة المخدرات، في إطار المبادرة الوطنية للوقاية منها.
📖 المطالعة من الطفولة... إلى الشيخوخة
ورشة الترغيب في المطالعة، نظّمت بالشراكة مع جمعية منتدى أدب الطفل، لفائدة أطفال مؤسسات الطفولة المبكرة، لتشجيعهم على اكتشاف عالم الكتب منذ سنّ مبكرة.
نشاط تقنيات كتابة القصة بالتعاون مع المندوبية الجهوية بالقيروان، فتح آفاق التعبير الأدبي أمام الأطفال.
مسرح خيال الظلّ وورشة صنع عرائس شخصيات قصصية، نظّمت بالشراكة مع المندوبية الجهوية بالمنستير، جذبت الأطفال عبر الخيال والابتكار.
🧓 مشاركة فاعلة لكبار السن
في لمسة إنسانية راقية، تم تنظيم زيارة خاصة للمعرض لفائدة 24 مسنًا ومسنّة من ثلاث مؤسسات رعائية، حيث قاموا بجولة بين أجنحة الكتب واقتنوا عناوين تهمّهم، كما شاركوا في لقاء حواريّ مفتوح حول دور الأسرة في الوقاية من الإدمان، مؤكدين أن المطالعة لا تعرف عمراً.
🗣️ نحو أدوار جديدة للمطالعة
تُوّجت هذه التظاهرات بندوة فكرية هامة بعنوان: "الكتاب ومهارات الحياة: نحو أدوار جديدة للمطالعة"، نظّمتها الإدارة العامة للطفولة بالتعاون مع الجمعية التونسية لجودة التعليم، والتي بحثت في العلاقة بين المطالعة وتطوير المهارات الحياتية لدى النشء.
بهذه الفعاليات المتميزة، أكدت وزارة الأسرة أن الكتاب يمكن أن يكون أداة تربية ووقاية، وأن معرض الكتاب ليس فقط للشراء والاطلاع، بل أيضًا فضاء لبناء الإنسان والمجتمع من خلال الطفولة، الأسرة، وكبار السن.