في عمق الأزمة الصحية التي تخترق نسيج الدولة التونسية يطفو إلى السطح ملف الأطباء الشبان لا بوصفه أزمة قطاعية معزولة لكن كعرض سريري لحالة إنكار مستدامة تمارسها السلطة تجاه منظومة تنهار تحت وطأة التهميش والتسويف واللامبالاة المؤسسية، وفي هذا السياق المتأزم لم تكن الرداء الأبيض مجرد زي مهني لكنه تحول إلى راية احتجاجية وإلى شعار رمزي لصراع طويل المدى يتقاطع فيه المهني بالوجودي والإنساني بالسياسي.