🕊️ من الماضي نُضيء المستقبل... كرنفال ليبيا التراثي يرسم ملامح هوية تتجدّد في بنغازي
🖋️ إعداد وحوار: منصف الكريمي
بين أروقة الذاكرة وفضاءات الإبداع، تستعد مدينة بنغازي لاحتضان الدورة الثانية من "كرنفال ليبيا التراثي" الذي تنظمه الهيئة الوطنية للتراث والحياة البرية من 27 إلى 30 أكتوبر الجاري، في الخيمة الثقافية المقامة أمام القشلة بساحة الكيش.
حدثٌ وطنيّ بنكهة الهوية، يُعيد الاعتبار للتراث الليبي كقوة رمزية وركيزة أساسية في صياغة المستقبل.
تتنوّع فقرات البرنامج بين أمسيات في الأدب الشعبي والبحوث التراثية يشارك فيها عدد من الوجوه الثقافية البارزة: سالم الهنداوي، محمد اسويسي، فارس التارقي، بدرية الأشهب، فاطمة عبدالله، خطاب الطيب خطاب، مصطفى فنوش، عبد الكريم التباوي، عيسى السعيطي، الدكتور رمضان العوامي والإعلامية سليمة العبيدي.
الكرنفال هذه السنة لن يكون مجرد تظاهرة احتفالية، بل منبرًا للحوار الثقافي والفكري حول الذاكرة الليبية الجامعة، حيث تتعاقب النقاشات والمداخلات والشهادات من مختلف مناطق البلاد لتجسّد وحدة التنوع الثقافي الوطني وغنى الموروث الليبي عبر العصور.
وفي حديث حصري لمجلة "توانسة"، أوضح الدكتور إبراهيم عبد الحميد، مدير الحوارات ومنسق الأمسيات الثقافية التراثية، أن الهدف الأسمى من هذا الموعد الثقافي هو ترسيخ الوعي بأهمية التراث كرافعة للهوية وذاكرة جمعية تحفظ ملامح الأمة الليبية.
"نسعى إلى خلق فضاء حواري مفتوح يلتقي فيه الأدباء والباحثون والمبدعون الليبيون لتبادل الرؤى حول قضايا التراث والموروث الشعبي، وتقديم قراءة معاصرة له، تُعيد وصل ما انقطع بين الأجيال"، يقول الدكتور عبد الحميد.
ويضيف:
"الليالي التراثية التي يرأس لجنتها الشاعر والباحث صلاح الغزالي، تهدف إلى إحياء الذاكرة الثقافية الوطنية، وتسليط الضوء على الكنوز التراثية المادية واللامادية، وتحفيز الأجيال الصاعدة على الانتماء لتراثهم باعتباره موردًا للوعي والتنمية المستدامة."
من خلال هذا الملتقى، تُحاول الهيئة الوطنية للتراث والحياة البرية تحويل التراث من مجرد موروث محفوظ إلى طاقة ثقافية حيّة تُغذّي الوعي الوطني، وتُكرّس فكرة أن الهوية الليبية ليست ماضٍ يُروى فقط، بل حاضر يُبنى ومستقبل يُستعاد.



