اختُتمت اليوم 24 سبتمبر 2025 فعاليات الدورة 13 لـ"المهرجان الثقافي الدولي للمالوف" بقسنطينة، الذي نظم تحت شعار "المالوف من المدرسة إلى العالمية"، بمشاركة فنانين من تونس، الجزائر، ليبيا، سوريا، تركيا، روسيا، النمسا، إسبانيا والسويد.
وشكل الفنان التونسي زياد غرسة حدثاً بارزاً في افتتاح المهرجان، حيث قدّم عرضاً فنياً راقياً أمتع به جمهور قسنطينة من خلال باقة من الموشحات والأغاني التونسية الأصيلة، معززاً حضوره كأحد أعمدة المدرسة التونسية في المالوف وامتداداً لإرث والده الراحل الطاهر غرسة.
رافق زياد غرسة فرقة موسيقية جزائرية، حيث جسّد الأداء التلاحم الفني بين المدرستين التونسية والجزائرية، مؤكدين أن المالوف لغة مشتركة في المنطقة المغاربية. كما تخللت السهرة لحظة تكريم خاصة للشيخ الطاهر غرسة، عرفاناً بمسيرته وإسهاماته في صون هذا التراث ونشره.
وفي تصريح له، قال زياد غرسة إن المهرجان يمثل فضاءً حيوياً يحفظ للمالوف مكانته ويساهم في نشره على المستويين المغاربي والعالمي، مؤكداً أن تكريم والده يمثّل لحظة وفاء ومسؤولية نحو الحفاظ على الإرث الفني.
ويأتي هذا النشاط بعد أن أسس زياد غرسة أكاديمية زياد غرسة للمالوف والفنون في تونس، لتكون بيتاً مفتوحاً للتكوين والإبداع ونقل الخبرة إلى الأجيال القادمة، وتعزيز حضور المالوف والفنون التونسية.
زياد غرسة، ابن أسرة موسيقية عريقة ومتتلمذ على كبار أساتذة الموسيقى التونسية، متمكّن من الأداء والارتجال في مختلف الطبوع التونسية، ويجمع بين التكوين الأكاديمي والتدريب العملي منذ سنوات طويلة، ليصبح واحداً من أبرز رموز المالوف في المشهد الفني المعاصر، وقد توّج مسيرته بعدة جوائز وتكريمات على الصعيدين الوطني والعربي.
هذا الأداء أثبت مرة أخرى أن المالوف ليس مجرد تراث، بل جسر يربط بين الشعوب المغاربية ويواكب العصر بروح التجديد والإبداع.