عاشت منطقة القلعة الخصبة هذا الصيف، وتحديدًا في الأسبوع الأول من شهر أوت 2025، على إيقاع الدورة الخامسة لـ مهرجان الألعاب وفنون الفرجة التقليدية، الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر والفنون برئاسة الأستاذ جمال الدين الخلفاوي، بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وعدد من الهياكل العمومية.
وعلى عكس المهرجانات الصيفية التي تكتفي غالبًا بالبرمجة الفرجوية، اختارت القلعة الخصبة أن تجعل من مهرجانها نافذة ثقافية تراثية، تعيد الاعتبار للألعاب الشعبية والفنون التقليدية باعتبارها مخزونًا هوياتيًا وإنسانيًا.
ندوات وورشات: من التراث إلى المهارات الحياتية
تميزت الدورة الخامسة ببرنامج علمي ومعرفي ثري، حيث قدم ثلة من الباحثين والخبراء على غرار الدكتور عز الدين بوزيد والأساتذة العبيدي الخلفاوي، حسنة محمدي، أكرم خبوشي، محمد ثليجان، عبد الكريم الأبيري ومحمد التليلي، سلسلة من المداخلات حول الألعاب الشعبية كموروث ثقافي، ودورها في صياغة الهوية وتنمية المهارات الحياتية.
كما احتضن المهرجان ورشات عملية أعادت الحياة إلى الحرف التقليدية: صناعة السرج، الفسيفساء، الحلي، الحلفاء، الصوف والأجبان، بمشاركة فنانين وحرفيين قدموا دروسًا في كيفية تحويل الذاكرة الحرفية إلى إبداع معاصر.
عروض فرجوية من عمق التراث التونسي
لم تقتصر فعاليات المهرجان على الندوات، بل كانت الساحات مسرحًا لعروض فرجوية أصيلة: من التيجانية الكافية، إلى الإسطنبالي الجنوبي، مرورًا بعروض الفروسية والرقصات الشعبية من القصرين وقلعة سنان. كما كان لجمهور الشعر موعد مع أمسية للشعر الشعبي جمعت أصواتًا من الكاف والقصرين وقبلي.
تثمين الهوية الوطنية عبر الألعاب الشعبية
الأستاذ جمال الدين الخلفاوي، مدير المهرجان، أكد أن هذه التظاهرة تندرج ضمن التوجه الوطني للمراهنة على البناء القاعدي الثقافي وتثمين التراث المحلي، مبرزًا أن الألعاب الشعبية ليست مجرد تسلية، بل هي مرآة للهوية ووسيلة للتربية الاجتماعية والتواصل بين الأجيال.
مهرجان بحصيلة إيجابية
اختُتم المهرجان بتوزيع جوائز على الفائزين في مسابقات الألعاب الشعبية وتكريم المساهمين في إنجاح هذه الدورة. وبحسب المتابعين، فقد نجحت القلعة الخصبة في إثبات أن الثقافة يمكن أن تكون بديلًا نوعيًا عن الصخب التجاري، وأن التراث حين يتحول إلى فعل جماعي حيّ، يصبح طاقة للمستقبل.
✍️ منصف كريمي