يوافق اليوم 21 أوت 2025 الذكرى الخامسة لرحيل أسطورة كرة القدم التونسية حمادي العقربي، أحد أبرز رموز الساحرة المستديرة في تونس وإفريقيا والعالم العربي.
العقربي الذي رحل عن عمر ناهز 69 عامًا في مدينته صفاقس، ظلّ حاضرًا في الذاكرة الجماعية بمهاراته الفذّة ولمساته السحرية التي أكسبته عن جدارة لقب "ساحر الأجيال".
أيقونة النادي الصفاقسي
وُلد العقربي يوم 20 مارس 1951 بصفاقس، ونشأ كرويًا في النادي الرياضي الصفاقسي الذي مثّل فيه أيقونة لا تُنسى. قاد فريقه لتحقيق 3 بطولات وطنية (1978، 1981، 1983) وكأس تونس سنة 1971، وأصبح أحد أعمدة "السي آس آس" وملهم جماهيره.
وباستثناء تجربة قصيرة في السعودية، ظلّ العقربي وفيًّا لشعار الأبيض والأسود، محافظًا على صورة اللاعب المخلص لناديه.
بصمة خالدة مع المنتخب
على الصعيد الدولي، كتب العقربي اسمه بأحرف من ذهب مع المنتخب الوطني التونسي. فقد كان أحد أبطال ملحمة كأس العالم 1978 بالأرجنتين، حين قدّم عروضًا رائعة وساهم في الفوز التاريخي على المكسيك (3-1)، وهو أول انتصار إفريقي وعربي في تاريخ المونديال.
خاض العقربي أكثر من 70 مباراة دولية بقميص "نسور قرطاج"، وكان دائمًا ركيزة أساسية في خط الوسط بفضل رؤيته الثاقبة ولمساته الإبداعية.
ألقاب وأوسمة
إلى جانب الألقاب الجماعية، حصد العقربي تقديرًا فرديًا كبيرًا، حيث اختير ضمن أفضل 10 لاعبين أفارقة في سبعينات القرن الماضي، وهو ما يؤكد مكانته كأحد أعظم المواهب التي أنجبتها الكرة التونسية.
لقب "ساحر الأجيال" لم يكن مجرد تسمية، بل شهادة من كل من شاهد لمسته الكروية الساحرة، التي جمعت بين الفن والمتعة والفعالية.
إرث يتجاوز الرياضة
لم يكن العقربي مجرد لاعب كرة، بل كان مدرسة في الأخلاق والروح الرياضية، ما جعله يحظى بحب الجماهير بمختلف انتماءاتهم. وبالرغم من مرور خمس سنوات على رحيله، فإن صورته ما تزال حاضرة في الملاعب، وفي قلوب كل من عايش حقبته الذهبية.
رحم الله حمادي العقربي، وأسكنه فسيح جنانه. 🕊️⚽