عادة ما يبدأ الحلم صغيرا ثم يكبر وكما قيل مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة ، أيضا يمكن الاستنجاد في هذا المقام بالمثل الشائع يوجد في البحر ما لا يوجد في النهر وأول الغيث قطرة ثم ينهمر ، كل ذلك ينطبق على مشروع التحرش الذي دشنته الدولة بعد أن شرّعه مجلس الشعب وحدد قيمة الإتاوات المتأتية من نشاطه ، بالعودة الى المداولات القبْلية و البعدية والملابسات التي حفت بالمسودة ثم بالمشروع عند اكتماله ، تبدو الضريبة المفروضة على حركة التحرش أخلاقية أكثر منها اقتصادية لكن ومع العجز الذي تشهده الصناديق وتدهور القدرة "البيعية" للدولة والشرائية للمواطن ، يمكن للسلطة الحاكمة واذا ما أحسنت استثمار مشروع التحرش ان تجني منه "خير ربي" ، يبقى المهم ليس في سن القوانين "الاقتصاتحرشية" وإقرار الضرائب بل الأهم من ذلك هي السبل الأنجع في استثمار المشاريع التنموية التي من شانها مساعدة ميزانية الدولة المتعثرة ، لقد أدى المشرّع دوره ويبقى للأجهزة التنفيذية مهمة السهر على سير التنزيل ، ولاشك انه وأمام مثل هذه المشاريع الواعدة واذا ما تضافرت الجهود وحسنت النوايا سيتحول مشروع التحرش الى ثروة وطنية لا تقل أهمية عن السياحة و الفسفاط و قوارص الوطن القبلي ودقلة قبلي.