يشهد قطاع غزة كارثة صحية غير مسبوقة مع تفشي سلالة فيروسية جديدة سريعة العدوى، تحمل أعراضًا قاتلة شبيهة بكورونا، لتزيد من مآسي الحصار والمجاعة وانهيار المنظومة الصحية. الأخطر أن الفيروس يستهدف الأطفال بشكل خاص، في ظل سوء التغذية ونقص المناعة.
أطفال غزة في مرمى الوباء
الدكتور أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال والولادة بمجمع ناصر الطبي، أوضح أن الفيروس "أقرب ما يكون لمتحور كورونا لكنه يصيب الأطفال بصورة أشد بسبب هشاشة أجسامهم الناجمة عن سوء التغذية ونقص المناعة". وأضاف أن الأعراض تتقاطع مع أعراض الإنفلونزا، في حين يفاقم انقطاع الكهرباء وغياب أجهزة التبخير العلاجية الوضع الصحي المتدهور.
وأشار الفرا إلى أن الأطفال في غزة لا يواجهون فقط المرض، بل أيضًا الأرق والخوف المستمر من أصوات القصف، وهو ما يعمّق معاناتهم اليومية.
استهداف المستشفيات يزيد الكارثة
الفرا اعتبر أن قصف الجيش الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي جزء من سياسة متعمدة للقتل، مضيفًا أن الاحتلال "اتخذ من ذريعة الكاميرا سببًا لتبرير الهجوم"، في حين أنّ المؤسسات الصحية تحوّلت إلى ساحات مستهدفة بدل أن تكون ملاذًا للمرضى.
أرقام صادمة: الموت جوعًا
ووفق إحصاءات طبية، بلغ عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في القطاع 330 شخصًا، بينهم 125 طفلًا. يقول الفرا: "الجيش الذي يصف نفسه بالأكثر أخلاقية يقتل الأطفال بالتجويع"، في إشارة إلى سياسة الحصار الممنهج التي تخنق غزة منذ شهور.
نداء عاجل إلى العالم
مع تزايد انتشار السلالة الفيروسية الجديدة وتدهور الخدمات الصحية، وجّه مدير قسم الأطفال والولادة نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي: "أوقفوا الإبادة المستمرة في القطاع قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية للأطفال".