في خضمّ أزمة إدارة خانقة داخل أسوار النادي الإفريقي، وبين ضغط جماهيري متصاعد وانتظارات مستثمر أجنبي لا يقبل بالمرتجلين، كانت كل الطرق تؤدي إلى اسم واحد: الدكتور محسن الطرابلسي. رجل الفكر الهادئ، الوجاهة الأكاديمية، والحضور الدائم في القائمات كـ"نائب رئيس"... لكنه لم يلبِّ نداء القيادة.
🔍 السؤال لم يعد: لماذا طُرح اسم الطرابلسي؟ بل: لماذا لم يتقدّم؟
طوال الأسابيع الماضية، كان اسم الطرابلسي حاضرًا في كل مشاورات الكواليس، لكن دائمًا في الصف الثاني. "نائب رئيس"، "داعم من الخلف"، "مشارك بالتزكية لا بالمبادرة". في لحظة الحقيقة، عجز الرجل عن اتخاذ القرار السياسي الأهم: تحمّل مسؤولية الرئاسة في ظرف معقّد، ماليًا وجماهيريًا وسياسيًا.
⚠️ تردّد الطرابلسي ليس حالة فردية. هو صورة لطبقة واسعة من النخب التونسية التي تعوّدت على الدور الثانوي، على تقديم النصيحة لا القيادة، على الحذر المفرط لا الجرأة الضرورية. وهو ما جعل الباب يُفتح لرجل من طينة أخرى، لا ينتمي إلى مدرسة التردّد.
🧠 خليل العجيمي: عودة رجل الدولة حين هرب الجميع من القرار
حين كانت القوائم تتهاوى، والمفاوضات تفقد بريقها، والشخصيات "الوازنة" تتراجع خطوة إلى الوراء، ظهر خليل العجيمي. ليس باعتباره مرشحًا تقليديًا، بل كمشروع قيادة صلبة تنتمي إلى مدرسة القرار.
🔴 العجيمي لم يطلب ضمانات، ولم يبحث عن تحصينات. بل حمل ما يكفي من الشرعية السياسية والخبرة الإدارية ليكون جوابًا عن السؤال المعقّد: من يستطيع أن يمسك بالنادي في هذه اللحظة الحرجة؟
من وزارة السياحة، إلى الصناعات الثقيلة، إلى مجالس الإدارة الكبرى، راكم العجيمي رأس مال رمزيًا وشبكة نفوذ جعلت اسمه مقبولًا لدى المستثمر الأجنبي، ومرحبًا به من جانب دوائر القرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
📌 ما الذي يعنيه هذا التحول؟
1. سقوط وهم القيادة التوافقية بدون شخصية حاسمة.
2. بروز الحاجة إلى "رجل سيادي" لا إداري تنفيذي.
3. انتصار الواقعية على الحسابات الضيقة داخل النادي.
4. إشارة إلى أن مستقبل الإفريقي لن يُدار بعد الآن من المدرجات أو عبر صفحات التواصل فقط، بل من مراكز القرار الوطنية.
✊ الدرس الأكبر: التردّد لا يصنع التاريخ...
ربما يُذكر اسم محسن الطرابلسي في الهوامش، كمثقف هادئ ظل قريبًا من القرار دون أن يقترب منه كفاية.
لكنّ التاريخ سيكتب في الصفحة الرئيسية: "حين عجز الآخرون عن الحسم... خليل العجيمي تحمّل المسؤولية."