تونس – لم يكتفِ رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال اجتماعه أمس الثلاثاء 30 سبتمبر 2025، مع وزراء الصحة مصطفى الفرجاني والبيئة حبيب عبيد والصناعة والطاقة والمناجم فاطمة ثابت شيبوب، بوصف ما تعانيه مدينة قابس بـ"الوضع البيئي الخطير"، بل اعتبر أن ما حصل هو "اغتيال للبيئة منذ سنوات" خلّف ضحايا وأمراضاً مزمنة في صفوف السكان.
أمراض تتفشى بصمت
تقارير سابقة لوزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني كشفت أنّ نسبة الإصابة بالسرطان في قابس تفوق المعدل الوطني بثلاثة أضعاف، فيما سجّلت حالات هشاشة العظام والتهابات الجهاز التنفسي لدى فئات مختلفة، خصوصاً الأطفال وكبار السن.
ويؤكد نشطاء بيئيون أنّ عشرات الوفيات تسجّل سنوياً بسبب التلوث الصناعي، وأن الغازات المنبعثة من المجمع الكيميائي والفضلات الصناعية تغتال الحياة في الواحات والبحر على حدّ سواء.
سعيّد: "وسائل الاغتيال مازالت قائمة"
الرئيس ذكّر بأن شباب الجهة قدّموا بين 2013 و2015 دراسات معمّقة حول حلول بديلة، إلا أن غياب الإرادة والتقصير في صيانة المنشآت الصناعية أبقى الوضع على حاله. وقال سعيّد: "مؤخراً استنشق البعض السموم واضطروا إلى المستشفى… وسائل الاغتيال مازالت قائمة ولم تُعالج في الوقت المناسب".
قابس… مدينة تختنق
- 40% من الأراضي الفلاحية بالواحات تضررت بسبب التلوث، وفق تقارير محلية.
- البحر الذي كان وجهة صيّادي قابس، صار ملوثاً بمواد كيميائية تحد من الثروة السمكية.
- آلاف المواطنين يشتكون من انقطاع متكرر للمياه الصالحة للشرب وتدهور جودة الهواء.
الحل؟ بين الدراسات والواقع
سعيّد شدّد على أنّ الدراسات موجودة، لكن المطلوب اليوم هو توفير الإمكانيات لتطبيقها وإنقاذ ما تبقى من قابس. وأضاف: "لا بد من خطط عاجلة تعيد للواحات بريقها وللسكان حقهم في الحياة".
ملف وطني بامتياز
التحذيرات الرئاسية تضع ملف قابس في صدارة الأولويات، باعتباره قضية وطنية تتجاوز حدود الجهة، حيث تتعلق بصحة التونسيين ومستقبل بيئة البلاد.