كشف المعهد الوطني للإحصاء في نتائجه المحاورية للتعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024 عن صورة دقيقة للطفولة في تونس، حيث يمثّل الأطفال دون 18 سنة 27.5% من مجموع السكان، أي ما يعادل 3 ملايين و293 ألفًا و463 طفلًا.
بين المدينة والريف
أغلب الأطفال يعيشون في الوسط الحضري بنسبة 70.1% مقابل 29.9% في الريف، وهو توزّع يتماشى مع البنية السكانية الوطنية. وتتصدر ولاية القصرين النسبة الأعلى للأطفال (واحد من بين ثلاثة سكان)، في حين تسجّل ولاية تونس أدنى نسبة بـ21.7%.
التمدرس والتسرّب
بيّنت المعطيات أنّ نسبة التمدرس في صفوف الأطفال بين 3 و7 سنوات بلغت 90.4%، وأن 65.6% من هذه الفئة لهم مستوى ثانوي، مع تفوّق الفتيات (68.3%) على الذكور (63.1%).
لكن في المقابل، ارتفعت نسبة الأطفال خارج المنظومة التربوية بين 6 و17 سنة إلى 6%، وتبلغ 8% لدى الذكور مقابل 3.9% لدى الإناث. ويسجّل إقليم صفاقس–قفصة–سيدي بوزيد–توزر أعلى نسب التسرّب بـ7.4%.
الأنشطة الاقتصادية والصحة
أشارت الإحصائيات إلى أنّ 11.4% من الذكور بين 15 و17 سنة يزاولون أنشطة اقتصادية مقابل 4.1% من الإناث. أما على مستوى الرعاية، فـ84.5% من الأطفال يتمتعون بالتغطية الصحية. كما سُجّل وجود 28.3 ألف طفل حامل لإعاقة، يتركز أكثر من نصفهم في الأقاليم الوسطى والجنوبية.
جيل رقمي بامتياز
اللافت أنّ 75.9% من الأطفال بين 10 و17 سنة يستعملون الأنترنت، فيما يستخدم 53.2% الحواسيب، ما يعكس بروز جيل رقمي جديد يقضي جزءًا كبيرًا من يومه في الفضاء الافتراضي.
هذه الأرقام، وإن أظهرت تقدّمًا في نسب التمدرس والتغطية الصحية، فإنّها تكشف أيضًا عن تحديات مقلقة تتعلق بظاهرة الانقطاع المدرسي، وعمالة الأطفال، فضلًا عن ضرورة مرافقة الجيل الجديد في استعمال التكنولوجيا والأنترنت.