في تطور أمني خطير يكشف تصاعد وتيرة الحرب الاستخباراتية في المنطقة، أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، مساء الثلاثاء 17 جوان 2025، أن السلطات الأمنية أحبطت مخططاً إرهابياً واسع النطاق في محافظة بهارستان وسط البلاد، بعد توقيف خلية مرتبطة بجهاز الموساد الإسرائيلي.
وبحسب القائم بأعمال حاكم بهارستان، مراد مرادي، فإن الخلية كانت تخطط لتنفيذ هجوم انتحاري في مناطق مكتظة بالسكان، في محاولة لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية، وخلق حالة من الفوضى داخل العمق الإيراني.
مرادي أوضح في تصريحاته أن "الفريق الإرهابي تم رصده ومتابعته بدقة من قبل أجهزة الأمن"، مضيفاً أن عناصر المجموعة تسللوا إلى المدينة داخل شاحنة محملة بمواد متفجرة وتجهيزات متطورة، قبل أن يتم توقيفهم "في الوقت المناسب"، دون أن تقع أية أضرار.
■ رسائل الحرب الخفية:
يأتي هذا الإعلان في وقت بالغ الحساسية، مع تصاعد حدة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، وظهور مؤشرات قوية على احتمال تدخل عسكري أمريكي ضد طهران. ويُعتقد أن العمليات الاستخباراتية بين الطرفين، والتي غالباً ما تجري في الظل، باتت تأخذ منحى أكثر مباشرة ودموية.
■ تصعيد متعدد الجبهات:
يرى مراقبون أن "العملية الإرهابية" التي تم إحباطها، تعكس تحولاً استراتيجياً خطيراً، يتمثل في نقل المواجهة إلى قلب إيران، وسط تقارير عن دعم استخباراتي وعسكري واسع لإسرائيل من قوى غربية. كما تؤكد الواقعة أن المواجهة لم تعد مقتصرة على الساحة الإقليمية، بل دخلت مرحلة كسر العظم داخل الجغرافيا الداخلية لكل طرف.
■ طهران تتوعد بردّ قاسٍ:
حتى لحظة نشر التقرير، لم تصدر السلطات المركزية الإيرانية بياناً تفصيلياً حول عدد المعتقلين أو جنسياتهم، لكنها تعهدت "بمحاسبة من يقف وراء هذه المخططات"، وألمحت ضمنياً إلى تصعيد الردود في العمق الإسرائيلي خلال الفترة القادمة.
في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال: هل تتحول الحرب الصامتة إلى فوضى شاملة داخل حدود الدول الكبرى؟
وإلى أي مدى تستطيع طهران السيطرة على الداخل في ظل التهديدات الخارجية المتزايدة؟