في واحدة من أكثر الليالي توتراً منذ سنوات، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، بوجود تقديرات رسمية داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية بأن الولايات المتحدة "على وشك الدخول في الحرب ضد إيران خلال الساعات القادمة"، في تحرك قد يُفجّر مواجهة إقليمية واسعة النطاق ذات طابع نووي.
■ القناة 12 الإسرائيلية تدق ناقوس الخطر:
وفقاً للقناة "12"، فإن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية ترى أن واشنطن قد تعلن الليلة انخراطها المباشر في العمليات العسكرية الجارية، عبر المشاركة في مهاجمة منشآت نووية إيرانية يُعتقد أنها وصلت لمراحل متقدمة من التخصيب، تتجاوز الخطوط الحمراء التي حددتها إسرائيل والغرب.
هذه الخطوة، إن حدثت، ستكون الأولى من نوعها منذ حرب العراق عام 2003، وتشكل خروجاً كبيراً عن استراتيجية إدارة بايدن القائمة على الردع دون التصعيد المباشر.
■ إيران ترفع حالة التأهب:
في المقابل، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر أمنية واستخباراتية أن طهران بدأت الاستعداد لاحتمال ضرب القواعد الأمريكية المنتشرة في الخليج وسوريا والعراق، فور انخراط واشنطن في الحرب.
الاستعدادات الإيرانية تشمل رفع جاهزية صواريخ بالستية، ونقل وحدات من الحرس الثوري إلى مناطق حدودية، وتحريك خلايا مرتبطة بطهران في كل من اليمن ولبنان والعراق.
■ مناورات دبلوماسية فاشلة:
مصادر غربية أكدت أن المحاولات الأخيرة لخفض التوتر عبر قنوات الدبلوماسية السرية باءت بالفشل، مع رفض إيران التراجع عن دعمها للمقاومة في فلسطين، ورفض إسرائيل إيقاف عملياتها العسكرية "الاستباقية" داخل العمق الإيراني.
■ خلفية الصراع: من الملف النووي إلى الحرب بالوكالة
التصعيد الحالي يأتي في سياق طويل من التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بدأ منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.
وفي السنوات الأخيرة، تحولت المعركة إلى حرب بالوكالة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، قبل أن تتحول إلى حرب استنزاف جوية وصاروخية مباشرة بين إسرائيل وإيران.
اليوم، يبدو أن الأمور تتجه نحو تحطيم القيود والدخول في مواجهة مفتوحة تُستخدم فيها القوة الكاملة، وربما الأسلحة المتطورة التي لم تُستخدم في الحروب السابقة.
■ ماذا بعد؟
إذا صحّت التقديرات الإسرائيلية، فإن انخراط واشنطن يعني فتح جبهات متعددة في آن واحد، واحتمال تدخل أطراف أخرى مثل حزب الله، الحوثيين، وربما تدخل روسي غير مباشر عبر دعم إيران استخباراتيًا.
الشرق الأوسط يقف الليلة على برميل بارود... والسؤال: من سيشعل الفتيل أولاً؟