كشفت الدكتورة مريم دمق بن عمر، رئيسة قسم الأعصاب بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، عن أرقام صادمة بخصوص انتشار الجلطات الدماغية في تونس، حيث يتم تسجيل ما بين 18 و24 ألف حالة سنويًا، أي بمعدل جلطة كل نصف ساعة.
وأوضحت بن عمر، في تصريح للإذاعة التونسية، أن الجلطة الدماغية باتت من أبرز أسباب الوفاة والإعاقة المكتسبة في البلاد، مرجعة هذا الارتفاع إلى تهرم المجتمع وانتشار أمراض السكري وضغط الدم لدى كبار السن، فضلًا عن أنماط العيش غير الصحية مثل قلة الحركة، الإفراط في الأكل، والتوتر النفسي.
من أبرز أعراض الجلطة الدماغية، بحسب الطبيبة، صعوبة النظر، مشاكل في الكلام والفهم، وفقدان التوازن، مؤكدة أن التدخل السريع وتلقي العلاج في الوقت المناسب يمثلان العامل الأهم لإنقاذ حياة المريض وتقليص المضاعفات الخطيرة.
وفي مقارنة إقليمية، تشير تقارير طبية إلى أن معدلات الإصابة في تونس قريبة من نظيراتها في بلدان البحر المتوسط، لكنها أعلى من بعض الدول الأوروبية التي تشهد نسبًا أقل بفضل انتشار برامج الوقاية ونمط العيش الصحي. ويعد العبء الاقتصادي لهذا المرض ثقيلًا، إذ تتطلب الجلطات الدماغية موارد طبية متخصصة، إقامة طويلة بالمستشفيات، وتأهيلًا بدنيًا ونفسيًا مكلفًا للمرضى الناجين.
ولتدارك هذه الوضعية، أطلقت وزارة الصحة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي برنامج "صحة عزيزة"، كخطة وطنية للتكفل بمرضى الجلطة الدماغية، بهدف تحسين الرعاية الصحية وتقليص نسب الإعاقة، مع التركيز على الوقاية المبكرة ونشر الوعي الصحي في صفوف المواطنين.
نصائح وقائية هامة لتفادي الجلطات الدماغية:
- الحفاظ على ضغط الدم ومستوى السكر ضمن الحدود الطبيعية عبر الفحوصات الدورية.
- ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي أو السباحة لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه وقليل الدهون والسكريات.
- الحد من التوتر النفسي عبر تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق والأنشطة الترفيهية.
- الإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول.
بهذه الإجراءات البسيطة، يمكن للقراء تقليل خطر الإصابة بالجلطات الدماغية وتحسين جودة حياتهم على المدى الطويل.