قد يمر أي شخص بفترات يشعر فيها بفتور تجاه نشاطاته المفضلة، لكن حين يصل الأمر إلى "انعدام التلذذ"، أي فقدان القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كانت تبعث السعادة سابقًا، فهنا يرفع الخبراء إشارة تحذير.
بحسب تقرير لموقع Healthline، فإن هذه الحالة ليست مجرد تغير عابر في المزاج، بل تُعد عرضًا أساسيًا لاضطراب الاكتئاب الشديد، وقد ترتبط أيضًا باضطرابات أخرى في الصحة النفسية.
ما هو انعدام التلذذ؟
كلمة anhedonia تعود لأصل يوناني يعني "غياب المتعة"، وهي ليست مرضًا بحد ذاته، بل عرض لحالات نفسية أو عضوية أعمق.
الأسباب المحتملة
لم يُفهم بعد السبب الدقيق، لكن الأبحاث ترجّح أن السبب يعود إلى:
- انخفاض بعض النواقل العصبية المرتبطة بالمكافأة والمتعة.
- ارتفاع مؤشرات الالتهاب في الجسم، كما يحدث في الاكتئاب أو الأمراض المزمنة.
الأعراض
قد تختلف من شخص لآخر، لكن أكثرها شيوعًا:
- فقدان الاهتمام بالهوايات.
- الانسحاب من العلاقات والأنشطة الاجتماعية.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- غياب الشعور بالرضا حتى من أبسط تفاصيل الحياة اليومية.
ويؤكد الخبراء أن هذه الحالة تختلف عن القلق الاجتماعي؛ إذ أن المصاب بانعدام التلذذ يتجنب المواقف لأنه لا يجد فيها جدوى أو متعة، لا خوفًا من الآخرين.
عوامل الخطر
تزداد احتمالية الإصابة بانعدام التلذذ عند مرضى:
- الاكتئاب.
- الفصام.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- مرض باركنسون.
- الألم أو المرض المزمن.
التشخيص والعلاج
بما أنه ليس مرضًا قائمًا بذاته، فإن تشخيصه يتطلب فحصًا طبيًا ونفسيًا لتحديد السبب الكامن. قد يلجأ الطبيب إلى:
- تقييم الحالة المزاجية.
- فحوصات جسدية.
- تحاليل دم للتحقق من نقص الفيتامينات أو اضطرابات الغدة الدرقية.
أما العلاج فيعتمد على معالجة الحالة الأساسية عبر:
- الأدوية الموصوفة.
- الجلسات النفسية.
- استراتيجيات دعم الحياة اليومية.
لكن الأطباء يشددون: "إذا رافق انعدام التلذذ أفكار انتحارية أو رغبة في إيذاء النفس، يجب طلب المساعدة الطارئة فورًا".