هُو نصٌّ روائيّ في 160 صفحة، واقعيّ وُجوديّ عجائبيّ، يُراوح بَيْن السُخرية السَوْداء وبيْن التراجيديا الأشدّ سوادا في حياةِ سارد شيْخ جاوزَ الستّين، يظهر له المَوْتُ بَيْن الحين والآخر رَجُلا، هُو "صاحب الأنف الديكيّ" الّذي يفتك بالصغار والكبار، مُستخدِما سكّينا حادَّةً ذابحة، يُخرجها طيْفُه غيْر البادي للعُموم بيْن الحين والآخر، عَدَا مُتَوَهَّم السَارد أو رُؤيته المُستبَطْنَة المَوْصُولة في الحين بِأحداثٍ قاتلةٍ مُميتة سُرعانَ ما تظهر، وسُرعانَ ما تختفي. إنَّه مَوْتُ الإنسان بِمُختلِف الأزمنة والعُصور، مَوْت الإنسان اليَوْم، الواحد المُتعدِّد الّذي لا يهدأ ولا يستكين، فيعبث بجميع الكائنات، ويُسقِطهم تِباعا بِسَاديّة مُفجِعة، صَعْبٌ على الإنسان تَحَمُّلُها، إذْ يُقدّم ويُؤخّر، ويُعَجِّل ويُؤجِّل لِيُهلكَ الجميع مِن دُون استثناء. وقد أَمْكَنَ للسارد الاستئناس بِهِ قليلا بعدَ تجربةِ وعيٍ طويلة...