"ركب بثقة... ونزل مرعوبًا"، بين محطتين، تحوّلت رحلة طفل عادية إلى كابوس كاد ينتهي بما لا تُحمد عقباه، لولا فطنة الضحية وشجاعة سيدة عابرة في الطريق.
🚨 بلاغ عاجل... واستنفار أمني
في مساء يوم خريفي عادي بمدينة جندوبة، دخل والد طفل يبلغ من العمر 15 سنة إلى مركز الاستمرار بوجه متوتر وصوت مضطرب، ليبلّغ عن حادثة مفزعة: ابنه تعرّض لمحاولة تحويل وجهة من قبل سائق سيارة أجرة، بعد أن طلب منه نقله إلى وجهة متفق عليها.
السائق، الذي يفترض أنه رمز للثقة والأمان في الشارع، انحرف عن المسار، وقاد السيارة نحو منطقة وادي مجردة... في ظروف غامضة ومثيرة للشك.
مقالات ذات صلة:
وفاة شيخ إثر سقوطه في بئر في جندوبة: غياب شبكات المياه يفاقم معاناة الأهالي
الفلاحون في جندوبة: صرخات استغاثة من المديونية والجفاف تهدد الإنتاج الغذائي!
دعوات متزايدة لإقالة والي جندوبة بسبب "التعسف في استعمال السلطة"
🧒 طفل فطن... وامرأة أنقذت الموقف
بحسب ما أكّدت مصادر أمنية، فإنّ الطفل أبدى فطنة نادرة، وشعر بالخطر في اللحظة المناسبة، ما دفعه إلى الاستنجاد بإحدى المارات. وهنا، يبرز عنصر إنساني بطولي: امرأة عابرة لاحظت إشارات الاستغاثة، فأوقفت السيارة بشجاعة نادرة، وأخرجت الطفل بالقوة، قبل أن تطلب من السائق مغادرة المكان فورًا.
قد تكون هذه اللحظة أنقذت الطفل من سيناريو كارثي... سيناريو لا تريد أي عائلة أن تتخيله.
🕵️♂️ تحقيقات دقيقة... وتوقيف سريع
فور تلقي البلاغ، تحركت الدوريات الأمنية في وقت قياسي، وقامت وحدات منطقة الأمن الوطني بجندوبة بسلسلة من التحريات الميدانية الدقيقة، أسفرت عن تحديد هوية السائق وإيقافه.
وقد أذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بالمشتبه به من أجل "محاولة تحويل وجهة قاصر"، في حين تعهدت الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بمواصلة التحقيق في تفاصيل الواقعة.
⚖️ جريمة لا تُغتفر... والعقوبة في الانتظار
محاولة تحويل وجهة قاصر تُصنّف ضمن الجرائم الخطيرة في القانون التونسي، خاصة إذا ما اقترنت بسوء نية أو نية استغلال. وينص الفصل 250 من المجلة الجزائية على أن "كل من يختطف أو يغرر بطفل أو قاصر دون موافقة وليه، يُعاقب بالسجن المشدد"، وتتضاعف العقوبة في حالة وجود نية الإيذاء أو التهديد.
في هذه الحالة، يبقى القضاء هو الفيصل، ولكن الجانب الأخلاقي والاجتماعي للقضية لا يقل خطورة عن بعدها القانوني.
🚧 أين الرقابة؟ وأين آليات الردع؟
تطرح هذه الحادثة أسئلة ملحّة على الرأي العام:
* هل توجد آلية مراقبة نفسية وأخلاقية على سائقي سيارات الأجرة؟
* ما هي معايير إسناد الرخص، وهل يتم تجديدها بعد مراجعة سلوك أصحابها؟
* ما الدور الذي تلعبه العائلة، المدرسة، وحتى المحيط في توعية القُصّر بكيفية حماية أنفسهم؟
🕊️ إنقاذ في آخر لحظة
لم تكن قصة الطفل تنتهي بهذه السلامة في كل الحالات. فبين سائق منحرف وامرأة شجاعة وطفل ذكي، كُتب لهذه الحادثة أن تنتهي دون مأساة.
لكن السؤال الحقيقي الذي يبقى مفتوحًا: كم من قاصر لم يجد من ينقذه في الوقت المناسب؟
