قبل أن يعرفه العالم سفيرًا ووزيرًا ورجل دولة، كان محمود المستيري... لاعبا في النادي الإفريقي منذ الأربعينات دون شروط بل بالتكوين والانتماء وروح العائلة.
هذا الرجل الذي ودّع الدنيا يوم 28 جوان 2006، لم يكن مجرّد دبلوماسي تونسي لامع، بل كان إفريقيًّا بالفطرة، عاشقًا للأحمر والأبيض حتى وهو يوقّع باسم تونس في عواصم القرار الدولي.
⚽ بداياته على عشب "باب الجديد"
وُلد محمود المستيري يوم 25 ديسمبر 1929 في عائلة تونسية عريقة، أصيلة المنستير ومستقرة بالعاصمة. وعلى مقاعد الدراسة في معهد كارنو والمدرسة العلوية، كان يدرس ويحلم... لكنّه لم يتأخّر في الالتحاق بفريق الشبان بالنادي الإفريقي، حيث كانت الكرة مدخله الأوّل للحياة العامة.
في زمن لم تكن فيه الشهرة تُقاس بعدد المتابعين، صقل الإفريقي شخصية محمود، ومنحه طعم الالتزام والانتماء، قبل أن تشدّه السياسة في وقت مبكر.
🕊️ من الشبيبة الدستورية إلى الأمم المتحدة
كتب في جريدة "الصباح"، ونشط في الحزب الحر الدستوري الجديد، وترأس شعبة الحزب في باريس وهو لا يزال طالبًا. وبعد الاستقلال، دخل الخارجية من أوسع أبوابها:
غانا، الكونغو، كندا، ألمانيا، موسكو، الأمم المتحدة، القاهرة...
وفي 7 نوفمبر 1987، عيّنه بن علي وزيرًا للخارجية، في وقت كانت فيه تونس تُعيد رسم ملامح دبلوماسيتها.
❤️ الإفريقي... خطّ العودة الدائم
لم يبتعد المستيري يومًا عن ناديه. عاد إلى الهيئة المديرة، ثم ترأس النادي الإفريقي في موسمي 1966–1967 و1986–1987، وظل اسمه مقرونًا بالحكمة والهيبة، لا بالظهور الإعلامي ولا بالشعارات.
حين كان السياسيون يتغيرون، والمكاتب تُغلق، كان محمود المستيري يعود دومًا إلى الإفريقي… حيث النشأة والانتماء الأول.
📌 في ذكرى وفاته، لا نرثي محمود المستيري… بل نحتفل برجل أبرم معه النادي الإفريقي أول صفقاته الرمزية، فربح شخصية صنعت مجد تونس وشرّفت قميص "الأكابر".
✍️ إعداد: [عبد الحفيظ حساينية]
📅 28 جوان 2025