فُجع الوسط الإعلامي التونسي الثلاثاء 24 جوان 2025، بوفاة الإعلامي القدير وليد التليلي، أحد أبرز الأصوات الإذاعية التي طبعت الذاكرة السمعية الوطنية بحضورها الرصين وإخلاصها المهني.
برحيل التليلي، تفقد مؤسسة الإذاعة التونسية أحد أبنائها البررة الذين قدّموا الكثير للمستمع التونسي على امتداد سنوات من العمل الدؤوب والبرامج المتميّزة، على غرار "عازف الليل"، "رحمة للعالمين"، والبرنامج الرمضاني "رمضان ملءُ قلوبنا"، الذي كان يواكب ليالي الشهر الفضيل بنفحات روحانية دافئة.
تميّز الفقيد بمسيرة إذاعية حافلة داخل الإذاعة الوطنية، حيث انطلق كمذيع شاب شغوف بالكلمة والصوت، وسرعان ما أثبت قدرته على تقديم محتوى يجمع بين العمق الثقافي والبعد الإنساني. وقد نال احترام زملائه وتقدير مستمعيه بفضل احترافيته العالية، وحرصه على تقديم إعلام مسؤول وهادئ، ينبذ الضجيج ويحتفي بالقيم.
آمن وليد التليلي بأن الإذاعة رسالة، وبأن الصوت أداة للتأثير الإيجابي وبناء الوعي. وظلّ إلى آخر أيامه وفيًا لميكروفون الإذاعة، رافضًا أن يغادر الساحة دون أن يترك بصمته الخاصة في قلوب جمهور واسع تعوّد على دفء صوته وسلاسة أدائه.
رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم عائلته وذويه وكافة الأسرة الإعلامية جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.