بقلم:ياسين الذيبي/ استاذ اول للتنشيط الثقافي
لن ننسى ما جرى في العشرية السوداء ولن ننسى ظلمكم للشهداء ولا نصرتكم للظالمين ولن ننسى كيف مُسّ رمز الوطن وكيف تجرّأ الانحطاط على التراقص بالعلم التونسي في زمن انهارت فيه القيم وتحوّلت فيه البلاد إلى ساحة مستباحة. لن ننسى أن تلك العشرية كانت المنبع الأول لتمدّد الإرهاب ولتضليل عقول الشباب ولتهجير الآلاف نحو بؤر التوتر.
لن ننسى التمويلات الأجنبية التي تدفقت عبر الجمعيات والمنظمات لتغذية التطرف وضرب استقرار الدولة، ولن ننسى تعذيب المبلّغين عن الفساد وسجنهم لأنهم واجهوا منظومة النهب، ولا آلاف الإضرابات العشوائية التي رُفعت تحت شعار الحريات لتكون أداة لتعطيل الدولة وإغراقها في الفوضى.
لن ننسى كيف ضُربت مؤسسات الدولة باختراق الإدارة بأشباه الكفاءات وبالفاسدين والجهلة حتى تحوّلت منارة الإدارة التونسية إلى فضاء تتحكم فيه اللوبيات ولن ننسى أنكم كنتم بوابة مفتوحة لكل أشكال الاختراق الأجنبي وأن أجهزة الاستخبارات كانت تعبث بالبلاد كما تشاء، ففي عهدكم لم تكن هناك دولة بل أرض مباحة تتحرك فيها القوى الظلامية وأذرع الخارج بلا رقيب ولا رادع.
تلك العشرية محفورة في ذاكرة الشعب ومسؤولياتها ثابتة لا تُمحى ولا تُغسل بخطابات التبرير.
تونس اليوم اختارت طريقها ولن تعود إلى الوراء، وما ينتظركم من حساب ليس من صنع السلطة بل من إرادة شعب قرّر أن يستعيد وطنه ويرفع رايته عاليًا. سيحاسَب كل خائن عميل وستبقى تونس راية من رايات الحياة القادمة بإذن الله، ولن يكون للخونة ولا للفاشلين موطئ قدم فيها.
تونس برجالها ونسائها وبعزيمة شبابها وبإرادة شعبها الذي يعرف قيمة بلاده وحجمها وهذه الأرض نهضت وشعبها أقسم أن يحميها ولن يحنث بقسمه.



