بقلم: بلقاسم بن سعيد
متابعة الحبيب بنصالح تونس
مظاهر مفزعة و مخربة لجوهر إنسانية الكائن البشري تتبدى لنا و تتجلى في مجتمعنا التونسي و ربما تعيشها المجتمعات العربية الأخرى بشكل أو بآخر تتمثل في طغيان النزعة الفردية و إستبطان الأنانية و التفصي من كل مسؤولية جماعية و التنظير لها بغير وجه حق و اللعب على مصطلاحات الإنتصار لذات و تحقيق و تثبيت الأنا المنكفئة على مصالحها و رغباتها بعيدا عن الإلتصاق بهموم المجموعة و متطلباتها بالسم الحرية الفردية.
ما لا يعيه الكثير أن الحرص على تألق الذات و الإنتصار لوجودها لا يكون ذي معنى إلا في تواشجها مع الآخرين في أفراحهم و أتراحهم.
إن اللامبالاة المطلقة بهموم الآخرين عند الراسخين في الحس الحضاري و الوعي الإنساني هي ضرب من التفكير البرجوازي المقيت المطعم بقيم الرأسمااية الفجة و المتوحشة التي لا تعنى إطلاقا بالقيمة الإعتبارية للإنسان بل لا ترى في الإنسان سوى رقما في معادلة الربح والتسويق، لأن الإنتصار لذات عند ذوي الوعي الحقيقي لا يكون إلا بخدمة المجموعة و الإحساس الحاد بالآخرين في تواشج مستمر و لا يمكن لذات الفردية أن تتألق و تسعد و تسمو إلا بالتحامها المطلق ببني جلدتها لتتحق المعادلة المرجوة المتمثلة في أبهي تجليات إنسانية الإنسان.
بقلم: بلقاسم بن سعيد
مدينة سوسه-تونس في 17/08/2025
الصورة من تصميم و معالجة منية مرابط