في تصعيد خطير ينذر بانفجار الأوضاع مجددًا على الجبهة اللبنانية، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الاثنين، عن سقوط عشرة جرحى، بينهم طفلة، في غارتين نفذتهما الطائرات الحربية الإسرائيلية على بلدتي برج رحال والزرارية جنوبي البلاد، في ساعة متأخرة من ليل الأحد.
ووفق بيان رسمي صادر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، فإن غارة العدو الإسرائيلي على برج رحال – قضاء صور أدّت إلى إصابة تسعة مدنيين بجروح متفاوتة، بينما أسفرت الغارة على بلدة الزرارية – قضاء صيدا عن إصابة طفلة بجروح خطيرة، استدعت نقلها فورًا إلى وحدة العناية الفائقة وسط حالة من الهلع في صفوف الأهالي.
توغل بري وخرق مزدوج للسيادة
ولم تتوقف الاعتداءات عند حدود الغارات الجوية، فقد أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن قوة إسرائيلية توغلت بعد منتصف الليل من منطقة خلة وردة الحدودية، وصولًا إلى محيط بلدية عيتا الشعب، حيث تمركزت في المنطقة لفترة قبل الانسحاب، ما يشكّل خرقًا جديدًا وصريحًا للسيادة اللبنانية.
اتفاق وقف النار في مهبّ الريح
رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، تواصل إسرائيل شن غاراتها بشكل متقطع على جنوب وشرق لبنان، وصولًا إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، في تحدٍ صارخ للاتفاقات الدولية. ووفق مصادر ميدانية، لا تزال القوات الإسرائيلية تتمركز في خمس نقاط حدودية جنوبية، ما يثير تساؤلات جدية حول نية تل أبيب في تفجير الوضع مجددًا.
تصعيد أم اختبار للرد؟
التطورات الأخيرة تضع لبنان أمام معادلة أمنية حساسة، في ظل غياب رد رسمي واضح على الانتهاكات، ما قد يفسرها البعض على أنها اختبار لصبر المقاومة اللبنانية أو محاولة استدراج لرد يُستغل إقليميًا.
وفي وقت يزداد فيه التوتر الإقليمي، يأتي هذا القصف ليطرح تساؤلات حول نوايا إسرائيل في المرحلة القادمة، خصوصًا مع تصاعد الحديث عن ضوء أخضر أمريكي لتحركات عسكرية ضد جبهات متعدّدة، قد يكون لبنان أحد ساحاتها المباشرة.
الدم اللبناني لا يزال يُسال، والطفولة في الجنوب لا تزال تدفع ثمن الغارات، فيما يواصل المجتمع الدولي صمته. وبين خروقات الطائرات ووقع أقدام المتوغّلين، يبدو أن الجنوب يعيش هدوءًا هشًا على شفير الانفجار.