في لوحةٍ تجمع بين الرياضة والدبلوماسية والثقافة، اختُتم مهرجان كرة القدم النسائية التونسية – النرويجية بملعب الكرم في العاصمة تونس، وسط أجواء احتفالية مميّزة عكست عمق التعاون بين البلدين وإيمانهما المشترك بدور الرياضة كقوة ناعمة لتعزيز قيم السلام والمساواة وتمكين المرأة.
حدث دبلوماسي بروح رياضية:
شهد حفل الاختتام حضور عدد من أعضاء المكتب الجامعي لكرة القدم، إلى جانب سعادة سفيرة مملكة النرويج بتونس، السيدة تريزا لوكن غزيل، وشخصيات رياضية وإعلامية بارزة.
جاءت المشاركة النرويجية لتؤكد التزام مملكة النرويج بدعم المبادرات التي تعزز الرياضة النسائية، وتشجع الفتيات على الانخراط في مجالات القيادة والتميز الرياضي.
سفيرة النرويج بتونس : "الرياضة لغة دبلوماسية توحّد الشعوب"
في تصريح خصّت به جريدة توانسة عبّرت سعادة السفيرة عن فخرها بالمشاركة في هذا الحدث، مؤكدة أن الرياضة ليست مجرّد منافسة، بل جسر دبلوماسي وإنساني يجمع بين الثقافات ويعزز روح التعاون.
و أضافت:"يسعدني أن أرى هذا الشغف والإبداع لدى الفتيات التونسيات، كرة القدم ليست مجرّد لعبة، بل مساحة تعبّر فيها النساء عن قوّتهنّ وطموحهنّ فالتعاون بين تونس والنرويج يعكس إيماننا المشترك بالمساواة وبقدرة الرياضة على بناء مجتمعات أكثر عدلاً وتوازناً."
شراكة رياضية تترجم دبلوماسية التعاون:
يعود التعاون بين الاتحاد النرويجي لكرة القدم (Norges Fotballforbund – NFF) والاتحاد التونسي لكرة القدم إلى عام 2018، في إطار برنامج تطوير مشترك يهدف إلى دعم كرة القدم النسائية وتبادل الخبرات التدريبية والفنية بين البلدين.
وقد أثمر هذا التعاون عن ورشات تدريبية وبرامج تكوين مشتركة، ساهمت في بناء جيل جديد من المدربات واللاعبات الموهوبات، مما جعل التجربة التونسية–النرويجية نموذجًا يُحتذى به في الدبلوماسية الرياضية الحديثة.
و يعتبر الاتحاد النرويجي لكرة القدم (NFF) الهيئة الرسمية المشرفة على كرة القدم في النرويج، تأسس سنة 1902، ويمثل النرويج في الاتحادين الأوروبي والدولي لكرة القدم (UEFA وFIFA). يُعرف الاتحاد بريادته في تعزيز المساواة بين الجنسين ودعمه الدائم لكرة القدم النسائية، داخل النرويج وخارجها.
التمكين الرياضي... رسالة تتجاوز الحدود:
تميّز المهرجان بتنظيم مباريات ودّية، وورشات تدريبية بإشراف خبراء نرويجيين وتونسيين، إلى جانب جلسات نقاش حول تطوير كرة القدم النسائية ودور الرياضة في تمكين المرأة.
كما مثّل الحدث مساحةً لتبادل الخبرات والقصص الملهمة لفتيات تونسيات شقّين طريقهنّ بثقة داخل الميادين، مؤكدات أن الرياضة يمكن أن تكون منبرًا للمساواة والريادة.
تتويج الموهبة وترسيخ الصداقة:
اختُتم المهرجان بتكريم الفرق المشاركة واللاعبات المتألّقات، في احتفالية جمعت بين الفخر الوطني وروح التعاون الدولي.
وقد عبّر الحاضرون عن إعجابهم بالمستوى الفني والتنظيمي، مؤكدين أن هذه التجربة المشتركة بين تونس والنرويج ستبقى مثالًا على الدبلوماسية الرياضية التي تبني جسور الثقة والتفاهم بين الشعوب.
الرياضة... دبلوماسية ناعمة تُلهم الأجيال:
إن مهرجان كرة القدم النسائية التونسية – النرويجية ليس مجرّد حدث رياضي، بل رسالة دبلوماسية راقية تُجسّد قيم الاحترام والتعاون والمساواة.
ففي كل تمريرة وكل هدف، يتجسّد معنى الصداقة بين تونس والنرويج، ومعه إيمان البلدين بأن الرياضة قادرة على صنع التغيير وبناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.
و بين تونس والنرويج، تتجدّد اليوم رسالة الرياضة كقوة ناعمة تجمع القلوب وتوحد الثقافات.
ولعلّ هذا المهرجان هو تأكيد على أن الدبلوماسية لا تُمارس فقط عبر الكلمات، بل أيضًا عبر الميادين، حيث تلتقي القيم الإنسانية بالروح الرياضية.
وهكذا تظل كرة القدم النسائية جسرًا دبلوماسيًا يُعبّر عن الصداقة والاحترام المتبادل بين الشعبين، ويُمهّد لمزيد من التعاون الثقافي والرياضي في المستقبل.
نادرة الفرشيشي