في الخامس من ديسمبر، اليوم العالمي للتطوع تتجلى قيمة المتطوعين باعتبارهم حجر الزاوية في بناء مجتمع متماسك وداعم للتنمية الاجتماعية في تونس حيث لا يقتصر دورهم على تقديم المساعدة العادية لكنه يمتد ليشمل سد الثغرات التي قد تتخلف عنها المؤسسات وتحمل المسؤولية في اللحظات الحرجة مما يعكس التزاما إنسانيا وسياسيا يربط بين المواطنة والمسؤولية المدنية، فعلى سبيل المثال لعب المتطوعون دورا محوريا خلال جائحة كوفيد-19 من دعم المستشفيات والمراكز الصحية إلى توزيع الغذاء على الفئات الأكثر هشاشة وتعليم الأطفال في المناطق النائية وتنظيم حملات نظافة وحماية البيئة، فضلا عن المشاركة في مواجهة كوارث طبيعية مثل فيضانات 2018، مما يؤكد أن التطوع ليس مجرد نشاط فردي بل عنصر فعال في النسق الاجتماعي والدولة المدنية، وتشير بيانات استراتيجية الدولة لتثمين الجمعياتي والعمل التطوعي لعام 2022-2025 إلى أن نحو 75% من المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 14 سنة يمارسون أو يميلون إلى العمل التطوعي أي ما يعادل نحو 7.5 مليون شخص مع تنوع مشاركاتهم بين الحماية المدنية والتعليم والصحة والبيئة، إلا أن تمثيل النساء ما زال محدودا نسبيا وهو ما يستدعي سياسات تستهدف تعزيز مشاركتهن ومشاركة الشباب في المجالات المتنوعة بينما تظل الحاجة قائمة لتطوير آليات دقيقة لرصد ساعات التطوع الفعلية لضمان تقدير حقيقي لحجم الجهود المبذولة.