في موقف نادر وحاسم، صعّد وزير الخارجية الأيرلندي ونائب رئيس الوزراء، سايمون هاريس، من لهجته تجاه الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، مؤكدًا أن "العالم لم يفعل ما يكفي للضغط على إسرائيل لتغيير مسارها".
وفي تصريح أثار ردود فعل واسعة، قال هاريس إن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية هو "إبادة جماعية ممنهجة"، مشيرًا إلى أن هناك نية واضحة لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، ضمن ما وصفه بـ"نمط متواصل من جرائم الحرب".
ويأتي هذا التصريح في وقت تتصاعد فيه الدعوات الأوروبية لمساءلة إسرائيل دوليًا، خاصة بعد تقارير موثقة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان طالت آلاف المدنيين في القطاع.
ردود فعل واسعة… ومطالب بموقف أوروبي موحّد
ردود الفعل لم تتأخر، فقد رحبت منظمات حقوقية وإنسانية بموقف هاريس، معتبرة أنه "شجاع وصادق ويعبّر عن صوت الضمير الأوروبي". كما أطلق ناشطون في أيرلندا حملة للمطالبة بتجميد الاتفاقات التجارية والعسكرية مع إسرائيل.
في المقابل، أعربت بعض الأوساط الدبلوماسية الأوروبية عن قلقها من تأثير تصريحات هاريس على العلاقات بين دبلن وتل أبيب، فيما طالبت قوى يسارية أوروبية باتخاذ موقف جماعي حازم من الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن "أوروبا لا يمكن أن تبقى رهينة للصمت أمام جرائم الإبادة".
أما داخليًا، فقد لقي تصريح هاريس دعمًا واسعًا داخل البرلمان الأيرلندي، حيث دعا نواب إلى مراجعة شاملة للسياسة الخارجية الأيرلندية تجاه الشرق الأوسط، مشددين على ضرورة دعم الفلسطينيين في مواجهة "آلة الحرب الإسرائيلية".