في حدث فني عربي غير مسبوق، تحتضن نقابة الصحفيين بالقاهرة، عاصمة جمهورية مصر العربية، مساء اليوم السبت 26 أبريل، العرض الأول للفيلم السينمائي الفلسطيني "مفتاح"، الذي جاء بشعار مدوٍ: "لا للتهجير!".
"مفتاح" ليس مجرد فيلم... بل هو صرخة فنية صادقة، يطلقها من القاهرة نجم العمل وبطله الإعلامي المصري أحمد سمير، بمشاركة ثلة من ألمع نجوم السينما التونسية: فاطمة بن سعيدان، جلول الجلاصي، عايدة نياتي، وبدعم حقيقي من أسماء لامعة أمثال: سامي التومي، عبد الله العويتي، د.محمد بن إبراهيم، سيرين بن رمضان، أنيس العياري، محمد الخامس الطرودي، إلى جانب أطفال حملوا براءتهم وأحلامهم إلى الشاشة: ياسين لملوم، ياسمين لملوم، وياسين خطرشي.
"مفتاح"، من تأليف وإخراج التونسي المبدع محمد ميساوي، وإنتاج أحمد سمير، عاطف عبد القادر، ومحمد ميساوي، يكشف المستور، ويعيد رسم خريطة الوجع الفلسطيني منذ نكبة 1948 وحتى قصف غزة 2024. كل ذلك بلسان عربي صادق وبسلاح جديد: الفن والثقافة.
في الندوة الصحفية السابقة بالعرض الأول الذي احتضنته مدينة الثقافة في تونس، انفجر أحمد سمير بكلمات مشحونة بالعاطفة والغضب:
"هدفنا أن نعيد البوصلة إلى فلسطين... أن ننقل الحقيقة بلا رتوش... أن نحمل غزة على أكتاف الفن ونصرخ للعالم: كفى تزييفًا وكفى صمتًا".
وفي تفاصيل الفيلم، يجسد أحمد سمير شخصيتين: الأب الفلسطيني الذي عايش نكبة 1948 واستقبل الغدر، ثم الابن الطبيب الذي انتفض مع شباب الانتفاضة في 1987، وصولًا إلى الرجل العجوز الذي يصمد اليوم تحت نيران القصف في غزة 2024.
مفتاح العودة يرافقه في كل مشهد.. رمزًا لصمود لا ينكسر وعهد لا يسقط بالتقادم.
بوستر الفيلم جاء معبرًا بامتياز: أحمد سمير يحمل المفتاح وسط الدمار، يتحدى الطائرات والدبابات والنيران... مفتاح لا لليأس، مفتاح للعودة، مفتاح للوطن.
وفي خلفية المشاهد، أبدعت الفنانة التونسية عايدة نياتي في أداء الأغاني التراثية الفلسطينية، بإحساس يزلزل الوجدان.
وخلال كلمته، لم ينسَ أحمد سمير توجيه تحية تقدير لمجلس إدارة نقابة الصحفيين برئاسة الأستاذ خالد البلشي لاستضافة هذا الحدث الكبير، مؤكدًا أن مصر، كما كانت دائمًا، تظل الحصن الأمين للقضية الفلسطينية.
من جهته، كشف المخرج محمد ميساوي أن التصوير تم في بيئات تونسية خُلقت لتحاكي المخيمات الفلسطينية، مشددًا على أن الفيلم سينطلق قريبًا إلى العالم، حاملًا معه وجع الأرض المحتلة وحلم العودة المغروس في قلوب الأجيال.
أما عن طموحاته، يقول أحمد سمير بحماس:
"أشعر أن الكاميرا تحبني، وأنا أحبها.. أحلم بتجسيد شخصيات عربية متنوعة، أحمل الفن رسالة وأحمل فلسطين وجعًا وأملاً. بعد نجاحنا الكبير في تونس، أترقب بشغف رؤية فيلمي يضيء قاعات السينما المصرية، ثم يحمل قضيتي إلى قلوب العالم أجمع".
الليلة، في قلب القاهرة... الكاميرا تفتح "مفتاح" العودة، وصوت غزة يتجاوز الجدران والأسلاك.. ليعلنها للعالم: فلسطين حرة رغم أنف الطغاة!