تونس – شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، موجة من الغضب والاستنكار إثر تداول مقطع فيديو صادم يظهر امرأة تسكب البنزين على قطط وتحرقها بطريقة وحشية، ما دفع الجهات القضائية للتحرك العاجل.
وأصدرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2، يوم الجمعة 5 ديسمبر 2025، حكمها على المتهمة بالسجن لمدة 15 يوماً، كما ألزمتها بدفع أتعاب التقاضي وأجرة المحاماة لصالح الجمعيتين الحقوقيتين "الرحمة للرفق بالحيوان" و**"أصدقاء الحيوان والبيئة"**، بينما أبقت على بقية المصاريف على عاتق أصحاب الدعوى.
وقالت الجمعيتان إن الفيديو شكل صدمة كبيرة، مؤكدة أن هذا الفعل ليس مجرد إساءة لحيوان، بل جريمة تسيء للمجتمع بأسره، داعيتين إلى تعزيز القوانين التونسية لحماية الحيوانات وفرض عقوبات أشد على مرتكبي العنف ضدها.
وتعليقاً على الحكم، صرح أحد ممثلي الجمعيتين: "هذه القضية تمثل رسالة قوية لكل من يفكر في إيذاء الحيوانات. القانون يجب أن يكون صريحاً في ردع كل أشكال العنف، فالقطط والمخلوقات الصغيرة الأخرى تستحق الحماية".
وقد أعاد هذا الحادث إلى الواجهة جدلية حقوق الحيوان في تونس، وسط مطالب شعبية ونقابية بتفعيل العقوبات وزيادة التوعية بأهمية الرفق بالحيوان كقيمة مجتمعية، حيث يؤكد خبراء نفسيون أن مشاهدة مثل هذه الأفعال تؤثر على المجتمع، وقد تنقل سلوكيات عنف إلى محيط الإنسان.
ومن المتوقع أن يشكل هذا الحكم بداية لسلسلة إجراءات أكثر حزماً ضد الانتهاكات المشابهة، في ظل تنامي الضغط المجتمعي والإعلامي على الجهات المختصة لحماية حقوق الكائنات الحية في تونس.



