تونس – في خطوة غير مسبوقة لتوثيق تاريخ النضال النسائي من منظور شامل، أعلن مركز البحوث والدراسات والتوثيق حول المرأة (الكريديف) عن إطلاق مشروع جديد يهدف إلى تسليط الضوء على الرجال الذين وقفوا إلى جانب النساء التونسيات ودافعوا عن حقوقهن خلال الفترة الممتدة من 1856 إلى 1956.
وقالت المديرة العامة للكريديف، سنية بن جميع، إن المشروع يقوم على جمع السير الذاتية وتحليل مساهمات هؤلاء الرجال في دعم حقوق المرأة، ودورهم في إرساء حركية فكرية واجتماعية على الصعيدين المحلي والجهوي. وأضافت أن هذا العمل التوثيقي يسعى إلى إبراز نموذج الرجال الذين ساهموا في إحداث تغييرات ملموسة في المجتمع التونسي، بعيداً عن الصورة النمطية التي غالباً ما تركز على النساء وحدهن في هذا السياق.
وجاء الإعلان خلال ندوة علمية احتضنتها تونس اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025 تحت عنوان: "الطّاهر الحدّاد، مصلحاً اجتماعياً ونصيراً للمرأة التونسيّة"، وذلك في إطار الاحتفاء بالذكرى التسعين لوفاة الحدّاد. وأكدت بن جميع على ضرورة تقفي خطوات الطاهر الحدّاد فيما يتعلق بحقوق المرأة، باعتباره رمزاً للالتزام الاجتماعي والإنساني الذي تجاوز زمنه.
وقد شهدت الندوة حضور باحثين ومؤرخين وأكاديميين، تم خلالها عرض وثائق نادرة ورسائل وصور توثق دعم الحدّاد والمصلحين الآخرين لتمكين المرأة، بما يعكس مساهماتهم في تطوير القوانين والممارسات الاجتماعية نحو مزيد من العدالة والمساواة.
وأشار عدد من المشاركين إلى أن هذا المشروع له أهمية مزدوجة: توثيقي وفكري، إذ لا يقتصر على سرد التاريخ فحسب، بل يحفز النقاش حول الشراكة بين الجنسين في دفع مسيرة الحقوق الاجتماعية والسياسية في تونس.
ويعتبر هذا المشروع خطوة مهمة نحو إعادة الاعتبار للشخصيات الذكورية التي دعمت المرأة في مراحل حرجة من تاريخ تونس الحديث، ولتقديم نموذج يُحتذى به في الحاضر والمستقبل.
