بقلم: عزيز بن جميع
في افتتاح أيام قرطاج المسرحية، خطف الممثل والدكتور فتحي العكاري الأنظار بكلمة اعتبرها كثيرون الأكثر عمقًا وجرأة في حفل الافتتاح. كلمة قُرئت بروح المسرح، ونُطقت بنَفَسِ المثقف الحرّ الذي لا يجامل ولا يساوم.
الاستحسان كان واسعًا، لأن العكاري قدّم خطابًا ثائرًا، مختلفًا، مشحونًا بصدق المبدع الذي يعرف وزن الكلمة ودورها في زمن يُختبر فيه ضمير الفن. وقد جاء هذا التميّز مباشرة بعد تكريمه ضمن المهرجان، ليؤكّد مرة أخرى أنّ تكريم المسرح لا يكون بالشهادات فقط، بل بمواقف رجاله.
فتحي العكاري، صاحب التجربة العميقة، أثبت في دقائق معدودة أنّه حامل لكلمة شريفة، حرة، لا تنحني… كلمة تُشبهه وتشبه مسيرته التي بقيت وفية للمسرح وصوت المبدعين.
وبهذا الظهور، رسّخ العكاري حضوره كأحد رموز الثقافة التونسية التي ما تزال تؤمن بأن المسرح فعل مقاومة… وأن الكلمة الحرة هي دائمًا البداية.



