بمناسبة اليوم العالمي للأوزون والذكرى الأربعين لاتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون (1985-2025)، نظّمت الوكالة الوطنية لحماية المحيط تحت إشراف وزارة البيئة، اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، ندوة وطنية لتسليط الضوء على المجهودات الوطنية في مجال حماية طبقة الأوزون، واستعراض البرامج المتواصلة الجاري تنفيذها بالشراكة مع الهيئات الأممية ذات الصلة.
أربعة عقود من الإنجازات:
شكّلت هذه المناسبة محطة بارزة لعرض حصيلة أربعة عقود من العمل الدؤوب منذ انضمام تونس إلى اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال سنة 1989.
وقد تم استعراض ما تحقق من تقدم ضمن البرنامج الوطني لإزالة المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، بما في ذلك المشاريع الاستثمارية الموجّهة للتخلص من هذه المواد، وجهود بناء القدرات الوطنية في التصرف الرشيد في سوائل التبريد الفلورية ذات الأثر السلبي على الأوزون والمناخ.
برامج مستقبلية وخطط إستراتيجية:
كما تطرقت الندوة إلى إرساء نظام وطني للإشهاد في قطاعي التبريد والتكييف، وإدارة دورة حياة سوائل التبريد الخاضعة لبروتوكول مونتريال ، وتم تقديم ملامح الخطة الوطنية الرامية إلى التخفيض التدريجي من استعمال المواد الهيدروفليوروكربونية ذات التأثير القوي على الاحتباس الحراري، في إطار التزام تونس بأهداف التنمية المستدامة.
مشاركة الأطفال: رسالة فنية بليغة:
تخلل برنامج اليوم فقرات توعوية وفنية أداها تلاميذ المدرسة الابتدائية عقبة بن نافع الحرايرية، شملت أغنية ومسرحية بيئية تحمل رسالة قوية تدعو إلى تبني سلوكيات مسؤولة تحمي طبقة الأوزون ، وأكدت هذه المبادرة أن الرسائل البيئية حين تصدر عن الأطفال بأسلوب فني مبسّط، يكون وقعها أعمق وأصدق في وجدان الجمهور.
نحو بيئة آمنة للأجيال القادمة:
من خلال هذه التظاهرة، جدّدت تونس التزامها بمواصلة تنفيذ البرامج الوطنية والوفاء بتعهداتها الدولية في مجال حماية البيئة، بما يضمن بيئة سليمة وآمنة للأجيال القادمة ويعزز ريادتها في مجال الدبلوماسية البيئية.
كما أكدت تونس من جديد أنّ حماية طبقة الأوزون ليست مجرّد التزام بيئي فحسب، بل هي خيار استراتيجي يندرج في إطار الدبلوماسية البيئية التي تجعل من التعاون الدولي رافعة أساسية لمجابهة التحديات المناخية المشتركة.
وبقدر ما تراهن تونس على وعي مجتمعها ونخبها البيئية، فإنها تواصل الانفتاح على شركائها الأمميين والإقليميين لتعزيز الجهود العالمية، بما يضمن بيئة آمنة للأجيال القادمة ويعكس صورة تونس كفاعل مسؤول وملتزم بقضايا التنمية المستدامة.
نادرة الفرشيشي