في مشهد يعكس عودة قوية للديناميكية السياحية بالجهة، سجّلت المعابر الحدودية البرية الثلاثة بولاية جندوبة خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من السنة الحالية حركية استثنائية، مع ارتفاع لافت في عدد العابرين من السياح الجزائريين. فقد بلغ العدد 1.413.199 سائحًا جزائريًا مقابل 1.136.834 خلال الفترة نفسها من سنة 2024، أي زيادة تُقدّر بـ24,31%، في مؤشر واضح على استعادة الوجهة التونسية لبريقها لدى الأشقاء الجزائريين.
هذا التدفق الضخم لم يمرّ دون أثر، إذ ساهم في إنعاش القطاع السياحي بالجهة وإحياء الحركة الاقتصادية، لاسيما في مجالات الصناعات التقليدية والنقل السياحي والتجارة. كما أعاد الحيوية للمؤسسات السياحية التي عانت خلال السنوات الماضية من تقلّبات حادة.
مصادر من القطاع تؤكد أنّ هذه القفزة لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة جهود مشتركة بين هياكل الدولة والجهات المتدخلة، حيث تعمل وزارة السياحة اليوم على تعزيز الخدمات بكافة المعابر، مع التوجّه نحو تركيز مكاتب إرشاد لتقديم المعلومات الضرورية للسياح وتمكينهم من قضاء عطلتهم في أفضل الظروف، سواء في جندوبة أو في باقي الوجهات التونسية.
وبحسب المهنيين، فإنّ مواصلة تحسين البنية التحتية والخدمات بالمعابر ستكون مفتاحًا لمزيد دعم هذا الزخم، خاصة مع اقتراب المواسم السياحية الكبرى التي تعوّل فيها الجهة على السوق الجزائرية بوصفها شريكًا استراتيجيًا.
منصف كريمي



