تعيش كواليس النادي الإفريقي هذه الأيام على وقع توتّر متصاعد بين الإطار الفني والإدارة بعد مباراة دربي العاصمة أمام الترجي الرياضي، والتي خلّفت استياءً عارمًا داخل العائلة الإفريقية بسبب ما اعتُبر “مهزلة تحكيمية جديدة” أفقدت الفريق نقطتين ثمينتين في سباق الصدارة.
فقد كشف رئيس فرع كرة القدم مهدي ميلاد في تصريح لإذاعة موزاييك أنّ المدرّب فوزي البنزرتي أعلم الهيئة المديرة بانسحابه احتجاجًا على الأخطاء التحكيمية التي رافقت اللقاء، معتبرا أنّها تجاوزت حدود الصدفة وأصبحت نمطًا ممنهجًا ضدّ النادي.
لكنّ مصادر قريبة من حديقة منير القبايلي أكدت أنّ الهيئة لم تتلقَّ استقالة مكتوبة من البنزرتي، وأنّ الحوار لا يزال مفتوحًا من أجل إقناعه بالعدول عن قراره في انتظار جلسة حاسمة خلال الساعات المقبلة.
من جهته، دعا رئيس النادي محسن الطرابلسي إلى “تعبئة شاملة” داخل النادي لمواجهة ما وصفه بـ“الحرب الممنهجة ضدّ الإفريقي”، مؤكدا أنّ الوقت قد حان لتوحيد الصفوف بين الهيئة والجماهير والفريق من أجل التصدي للظلم التحكيمي وللحملات الإعلامية التي تستهدف الفريق منذ انطلاقة الموسم.
وخلال التوقف الدولي الحالي، تتجه الأنظار إلى تحركات إدارة الإفريقي في الميركاتو الشتوي، وسط تأكيدات على استعداد الهيئة لتدعيم الفريق بعناصر جديدة خصوصا في مركز الجناح الأيسر، بعد تقييم شامل للرصيد البشري.
كما يُرتقب أن يعقد الطرابلسي اجتماعا موسّعا مع لجنة التحكيم بالجامعة التونسية لكرة القدم لتقديم ملفّ يوثّق كل الأخطاء التحكيمية التي تضرر منها النادي منذ بداية الموسم.
الشارع الإفريقي منقسم اليوم بين مؤيد لتمسك فوزي البنزرتي بموقفه احتجاجًا على الظلم، ومطالب بضرورة بقائه لإنهاء المشروع الرياضي الذي انطلق فيه بثبات. وبين هذا وذاك، يبقى جمهور النادي الإفريقي في الموعد، متّحدًا خلف شعار واحد:
"لن نسكت بعد اليوم... العدالة للإفريقي!"



